04 فبراير 2025, 12:34 مساءً
في خضم الصراع المستعر في أوكرانيا، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة تتعلق بتبادل الدعم المالي والعسكري لواشنطن مقابل تأمين إمدادات من المعادن الأرضية النادرة، إذ تُعد هذه المعادن حجر الزاوية في الصناعات التكنولوجية الحديثة، وتأتي صفقة ترامب القائمة على المقايضة في وقت تتداخل فيه المصالح الجيوسياسية مع المعارك الميدانية التي تشهدها كييف، حيث تتشابك التحديات العسكرية مع التحولات الدبلوماسية، مما يضع أوكرانيا في موقف تفاوضي حساس أمام قوى إقليمية ودولية تسعى لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
تسوية جديدة
وفي تصريحٍ حديث، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته التفاوض مع أوكرانيا لإبرام صفقة استراتيجية، يتم بموجبها تبادل دعم واشنطن الذي يقترب من 300 مليار دولار مقابل الحصول على إمدادات من المعادن الأرضية النادرة؛ تلك العناصر التي تُعدّ ركيزة أساسية في صناعة الإلكترونيات والتقنيات الحديثة. وقد طرحت كييف هذه الفكرة في إطار "خطة النصر" التي اقترحتها القيادة الأوكرانية في أكتوبر الماضي كجزء من سعيها لإنهاء الحرب مع روسيا. وفي تصريحٍ رسمي أضاف ترامب قائلاً: "نحن بصدد إبرام صفقة مع أوكرانيا حيث سيؤمّنون ما نقدمه لهم من معادن أرضية نادرة وأشياء أخرى"، مؤكداً على أهمية الصفقة في إطار السياسة الخارجية الأمريكية.
وأكّد ترامب أن أوكرانيا مُستعدة للتفاوض، مشيرًا إلى أن الصفقة ستشكل تسوية جديدة، ما يعكس سعي الإدارة الأمريكية لتحسين الموقف التفاوضي لدى كييف في ظل الضغوط المتزايدة. وقد تبع هذا التصريح موجة من الانتقادات الدولية، خاصةً من الدبلوماسيين والقادة الأوروبيين الذين وصفوا طلب المقايضة بأنه "أناني وذاتي"، وهو ما جاء في تصريح المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي دعا إلى توجيه الموارد نحو إعادة إعمار الأراضي المتضررة بعد الحرب بدلاً من استخدامها في مفاوضات قد تعطل جهود استقرار الأوضاع في المنطقة.
مخاوف كبيرة
وأثارت هذه الصفقة مخاوف كبيرة داخل الدوائر الأمريكية، خاصةً بعد توقف مؤقت لشحنات الأسلحة الموجهة لأوكرانيا، مما أضفى بعدًا جديدًا على مشهد الحرب؛ إذ أسفر هذا التوقف عن إعاقة قدرة كييف على القتال، وأدخلها في موقع تفاوضي أقل قوة مع الطرف الروسي. وتبين مصادر مطلعة أن الشحنات استؤنفت بعد مراجعة تقييمات البيت الأبيض، مما يعكس التوترات الداخلية حول السياسات المتبعة تجاه دعم كييف، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وعلى جبهات القتال في بافلوفسك، شهدت أوكرانيا تحولات تكتيكية من جانب القوات الروسية، حيث انتقلت الأخيرة إلى تكتيك مهاجم يشبه حركة "المقصلة"، بهدف إحاطة الجنود الأوكرانيين والسيطرة على الطرق الحيوية المؤدية إلى المدن الرئيسية في منطقة دونيتسك الشرقية. وقد تعرضت خطوط الإمداد الحيوية في المنطقة لهجمات مستمرة من الطائرات الروسية بدون طيار، مما أثر سلباً على قدرة القوات الأوكرانية في الحفاظ على مواقعها الدفاعية. ومع تراجع الأعداد والاحتياطات المتوفرة، يبقى القتال عنيفاً في منطقة بافلوفسك، التي تُعتبر مركزاً حيوياً للمواصلات والإمدادات العسكرية، في وقت يشهد تقدماً روسياً ملحوظاً على الأراضي الأوكرانية.
وتتلاقى عوامل السياسة الدولية والقتال الميداني في مفترق طرق يطرح تحديات استراتيجية جديدة لكلٍ من كييف وواشنطن، فهل ستُثمر هذه التحركات عن تغيير حقيقي في مسار الصراع وإعادة رسم خريطة القوى في المنطقة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق