مرصد مينا
سلّم وزير الداخلية السوري الأسبق، محمد إبراهيم الشعار، نفسه أمس الثلاثاء للسلطات السورية، حيث تم تداول مقطع فيديو له وهو يُنقل في سيارة تابعة للقوات الأمنية السورية، ليزعم فيه أنه لم يكن متورطاً في عمليات تعذيب السوريين في سجون وزارة الداخلية، وأن تلك الانتهاكات كانت تحدث في أماكن مثل سجن صيدنايا.
يعد الشعار ثاني أكبر مسؤول في نظام بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات بعد اعتقال رئيس الأمن السياسي عاطف نجيب، الذي كان له دور في إشعال الاحتجاجات في محافظة درعا.
من هو محمد الشعار؟
وُلد محمد الشعار في عام 1950 في مدينة الحفة بريف اللاذقية، والتحق بالقوات المسلحة عام 1971، حيث تدرج في الرتب العسكرية.
شغل العديد من المناصب الأمنية، بما في ذلك رئيس فرع الأمن العسكري في طرطوس وحلب، كما كان قائداً للشرطة العسكرية.
ومنذ منتصف عام 2011، تم إدراج اسمه في قوائم العقوبات الغربية بسبب دوره في القمع العنيف للاحتجاجات.
شائعات مقتله
في عام 2012، نجح الشعار في النجاة من تفجير استهدف مكتب الأمن الوطني بدمشق( تفجير خلية الأزمة) والذي أسفر عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة في النظام، بما في ذلك وزير الدفاع داود راجحة.
رغم الشائعات التي ترددت عن مقتله في الحادث، ظهر الشعار في التلفزيون السوري بعد 10 أيام من التفجير.
“سفاح طرابلس” و”جزار صيدنايا”
حمل الشعار ألقاباً مرتبطة بالانتهاكات في سوريا ولبنان، حيث اشتهر بلقب “سفاح طرابلس” بسبب دوره في أحداث باب التبانة في لبنان عام 1986.
وشاركت القوات السورية تحت إشراف الشعار بأحداث طرابلس باب التبانة في ديسمبر عام 1986، التي راح ضحيتها نحو 700 مدني، بينهم أطفال، وأُطلق عليه لقب “سفاح طرابلس”.
كما يُنسب إليه المسؤولية عن مقتل مؤسس “المقاومة الشعبية” في عاصمة الشمال اللبناني (طرابلس) خليل عكاوي الملقب بـ”أبو عربي”.
كذلك، فإن الشعار متهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال خدمته في لبنان، مما دفع بعض الجهات إلى تقديم بلاغات قانونية ضده.
كما يُلقب محمد الشعار بـ “جزار صيدنايا” بسبب دوره البارز في مجزرة سجن صيدنايا عام 2008، عندما قامت القوات الأمنية بقمع تمرد من السجناء بعنف، مما أسفر عن عشرات المعتقلين.
النظام السابق بما في ذلك الشعار، يُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال هذه الحادثة.
إضافة إلى ذلك، يُنسب إلى الشعار تورطه في انتهاكات أخرى، مثل مجزرة سجن تدمر في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
تصريحات الشعار بعد تسليمه نفسه
في أول تصريح له بعد تسليمه نفسه، قال الشعار إنه كان يعمل “وفق القانون” وأن سجون وزارة الداخلية كانت تحت إشراف القضاء والأمم المتحدة، نافياً أي علاقة له بالسجون السرية التي تحدثت عنها المعارضة. وأكد أنه لا يوجد شيء يخفيه، وأكد على وجود شفافية في السجون التي كانت تحت إشراف الوزارة.
0 تعليق