شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الخميس، بعد تراجعها في الجلسة السابقة نتيجة موجة بيع مكثفة، ما يعكس حالة من التقلب المستمر في الأسواق العالمية.

أرامكو ترفع الأسعار مع زيادة الطلب الآسيوي

طبقا لـ تحيا مصر، أعلنت شركة أرامكو السعودية، يوم الأربعاء، عن زيادات كبيرة في أسعار النفط الخام الموجهة للعملاء الآسيويين تسليم مارس. 

تأتي هذه الخطوة مدفوعة بارتفاع الطلب من الصين والهند، بينما تُلقي العقوبات الأمريكية بظلالها على إمدادات النفط الروسية.

بيانات أمريكية تُظهر ضعف الطلب المحلي

في سياق متصل، أشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى زيادات ملحوظة في مخزونات النفط الخام والبنزين، مما يعكس تباطؤاً في استهلاك الوقود داخل الولايات المتحدة.

تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا

كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات جديدة الشهر الماضي على تجارة النفط الروسية، مستهدفةً سفناً يُعتقد أنها تُستخدم للتحايل على الحصار التجاري المفروض. هذا الإجراء أدى إلى تعميق التحديات التي تواجه الإمدادات العالمية.

قرارات أوبك+ وثبات سياسة الإنتاج

على صعيد آخر، قررت منظمة أوبك+ الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير خلال اجتماعها الوزاري الأخير، رغم استمرار التحديات في السوق. ورغم ذلك، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز انخفاض إنتاج أوبك للشهر الثاني على التوالي في يناير، حيث بلغ الإنتاج 26.53 مليون برميل يومياً.

أداء العقود الآجلة للنفط

على مستوى التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.1%، لتسجل 74.71 دولاراً للبرميل. كما سجل الخام الأمريكي زيادة بنسبة 0.2%، ليبلغ 71.20 دولاراً للبرميل.

تظل الأسواق النفطية تحت ضغط مستمر نتيجة تقاطع العوامل السياسية والاقتصادية، مما يُبقي المستثمرين في حالة ترقب حذر للتطورات المستقبلية.

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من التقلبات الواضحة، حيث تتأثر الأسعار بعوامل متعددة تتراوح بين الطلب المتزايد في الأسواق الآسيوية، والتحديات الناتجة عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، إلى جانب القرارات المستقرة لمنظمة أوبك+ بشأن الإنتاج. 

ورغم الزيادة الطفيفة في الأسعار اليوم، إلا أن الصورة المستقبلية لسوق النفط لا تزال غير واضحة في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر على العرض والطلب. 

من جهة أخرى، تشير زيادة المخزونات الأمريكية إلى تراجع الاستهلاك المحلي، ما قد يُضعف الطلب العالمي في المستقبل القريب. 

وفي ظل هذا المشهد المتشابك، تبقى الأنظار موجهة نحو السياسات الدولية وإجراءات المنتجين الكبار مثل أرامكو وأوبك، حيث ستلعب هذه العوامل دورًا حاسمًا في تشكيل ملامح السوق خلال الأشهر المقبلة.

ومع استمرار التحديات، قد يتطلب تحقيق الاستقرار في السوق النفطية توافقًا عالميًا أكبر بين المنتجين والمستهلكين لمواجهة أي تقلبات غير متوقعة.