مرصد مينا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور له على منصة “تروث سوشيال”، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستقوم بتسليم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال الدائر هناك.
وأشار ترامب إلى أن “الفلسطينيين سيتم إعادة توطينهم في مجتمعات أكثر أماناً وجمالاً، مع توفير منازل حديثة لهم في مناطق جديدة”، على حد زعمه.
وأضاف أن هذا “التوطين سيمنحهم الفرصة للعيش في بيئة آمنة وسعيدة، مع ضمان حرياتهم”، حسب قوله.
وأوضح أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع فرق تنموية من مختلف أنحاء العالم، ستبدأ في تنفيذ مشروع ضخم لتحويل غزة إلى أحد أكبر مشاريع التنمية على مستوى العالم، مع التركيز على بناء مستقبل أفضل للسكان.
كما أكد ترامب أن هذا المشروع لن يتطلب تواجد جنود أميركيين في المنطقة، متوقعاً أن “يسود الاستقرار هناك في المستقبل”، كما قال.
وكان ترامب قد كشف عن خطط تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، الذي دمرته حرب استمرت 15 شهراً بين إسرائيل وحركة “حماس”، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
كما أشار إلى إمكانية تحويل القطاع إلى “ملكية أميركية” لفترة طويلة، داعياً كلاً من الأردن ومصر إلى استضافة سكان غزة على أراضيهما.
رفض واسع لخطط ترامب
وأثارت خطط ترامب، التي تقضي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء المنطقة تحت السيطرة الأميركية، موجة من الرفض القوي والانتقادات على الصعيدين العربي والدولي.
وتواجه هذه الخطط معارضة حازمة من دول عربية بارزة مثل السعودية، مصر، والأردن، التي تشدد على أن الحل الصحيح للصراع يجب أن يكون عبر تسوية سياسية شاملة وليس من خلال التهجير القسري.
وأكدت السعودية رفضها التام لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يستند إلى حل الدولتين وفقًا للقرارات الدولية.
من جانبها، أكدت مصر عبر تصريحات رسمية رفضها الكامل لأي محاولات لفرض واقع جديد في غزة يتضمن تهجير السكان.
وأكدت القاهرة أن الحل الأمثل يكمن في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين.
وفي تصريحات له، أوضح هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن بلاده تركز على توضيح موقفها الرافض للخطط الأميركية، دون التأثير على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، يعتبر مراقبون أن خطة ترامب بشأن غزة تشكل “تهديداً وجودياً” للأردن، مشيرين إلى أن أي تغيرات كبيرة في المنطقة قد تضر بمصالح المملكة وتؤثر على استقرارها.
كما قوبلت خطة ترامب بانتقادات واسعة من قبل العديد من الدول والمنظمات، من بينها الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، ومجموعة من الدول حول العالم مثل الصين وتركيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا.
0 تعليق