في عالم يتسارع فيه إيقاع التحولات السياسية والاقتصادية، تبدو بعض التغيّرات كأنها وليدة اللحظة، لكنها في الواقع امتداد لسياسات مدروسة ورؤى بعيدة المدى. بهذا المحور يستهل رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، الزميل جميل الذيابي، حديثه خلال مشاركته في جلسة متخصصة ضمن فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2025، على مسرح صُنّاع التغيير، في اليوم الثاني من الحدث، تحت عنوان «الدبلوماسية السعودية: شراكات إستراتيجية وسياسات دعم الحلول السلمية لأزمات المنطقة»، التي تسلط الضوء على الدور الفاعل للقوة الناعمة السعودية.

تمثل مشاركة الزميل الذيابي، في المنتدى امتداداً لتنوّع جلساته، التي تواكب التحولات الإعلامية والاقتصادية والسياسية، وتستقطب نخبة من الخبراء والمستشارين والمختصين، في مسعى لفهم أعمق لدور المملكة في ترسيخ الاستقرار الإقليمي والدولي.

ويتناول رئيس التحرير، خلال الجلسة الأدوار المتعددة للدبلوماسية السعودية، التي نجحت في تحقيق توازن دقيق بين إدارة الصراعات الإقليمية وتعزيز الحلول المستدامة، عبر نهج يستند إلى الحكمة والرؤية الإستراتيجية. كما يركز على دبلوماسية الوساطة السعودية، مؤكداً، أن المملكة ليست مجرد طرف في حل النزاعات، بل لاعب محوري يسهم في إدارة الأزمات الإقليمية عبر مبادرات سياسية مدروسة، ترتكز على التعاون والشراكة الدولية.

وفي هذا السياق، يناقش الزميل جميل الذيابي، دور الإعلام السعودي كأداة إستراتيجية في تعزيز القوة الناعمة، وكيف أسهم في نقل صورة المملكة كداعم رئيسي للسلام والاستقرار، عبر تقديم رواية متوازنة وموضوعية للجهود الدبلوماسية السعودية. كما يتطرق إلى قدرة الإعلام على إبراز النجاحات الدبلوماسية للمملكة، ودوره في تصدير الرسائل السياسية بلغة عالمية تُعزز المكانة الدولية للسعودية.

ويستعرض كيف تمكنت السعودية من تحقيق التوازن بين إدارة الأزمات وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع القوى الكبرى، مع الحفاظ على استقرارها الداخلي وترسيخ حضورها الدولي، وهو ما عزز من فاعلية سياستها الخارجية، ورسّخ مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة.

وتأتي هذه الجلسة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى السعودي للإعلام 2025، الذي يبرز الدور المتنامي للإعلام في تحليل واستيعاب التحولات الإقليمية والعالمية، ويؤكد على قدرة المملكة على صياغة مستقبل أكثر استقراراً عبر سياسات متوازنة ورؤية دبلوماسية عميقة.