قال مؤسِّس ورئيس مجلس إدارة شركة داماك العقارية، حسين سجواني، إن دولة الإمارات تتفوق على أميركا 30 سنة، متقدمةً عليها بمراحل في التكنولوجيا والبنية التحتية، ومجالات أخرى عدة، لافتاً إلى أن ذلك يفتح فرصاً كبيرة أمام الشباب لصناعة مستقبلهم.
وكشف حسين سجواني عن محطات متنوعة وصعبة مرّ بها خلال مسيرته الحافلة في عالم الأعمال، وصلت إلى تعرضه لخسائر كبيرة، وانخفاض مبيعاته شهرياً لأكثر من 98%، لدرجة أنه عانى لتوفير رواتب موظفيه، واكتشف مصادفة حساباً بنكياً منسياً بدولة البحرين، فيه 20 مليون درهم حلّ به أزمته.
واستعرض سجواني - خلال جلسة حوارية عقدت في إطار منتدى القيادات العربية الشابة، في إطار أعمال اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات - محطات من مسيرته الحافلة في عالم الأعمال، وتحدث عن فلسفته في الإدارة واتخاذ القرارات، وأهمية التعلم من الأخطاء، إضافة إلى رؤيته لمستقبل الأجيال القادمة، في ظل التطور التكنولوجي السريع.
وقال سجواني إنه أسس شركة عقارية في عام 2003، وكان مديرو الشركة في البداية يتفقون معه في كل قراراته، لكنه أراد بيئة عمل أكثر تحدياً وإبداعاً، لذلك قام بتعيين مدير من خارج قطاع العقارات، وأعطاه تعليمات واضحة: «أي قرار أتخذه، عارضني!»، والهدف من ذلك كان خلق ثقافة نقاش، وتحفيز الآخرين على طرح وجهات نظر مختلفة.
وأكد سجواني أن الانتقاد البناء هو إحدى أهم أدوات التطوير، مضيفاً: «أنا أشجع الآخرين على النقد، لكن بأدب، أما من يتجاوز الحدود، فهذه مسألة أخرى»، لافتاً إلى حرصه على مراجعة أخطائه بانتظام، فيسجلها شهرياً، ويطلب من المقربين منه مناقشتها بشفافية، مؤكداً أن التعلم من الأخطاء جزء أساسي من النجاح.
وروى سجواني موقفاً تعرض فيه لخسارة كبيرة، عندما استثمر في شركة وخسر 500 مليون درهم، مشيراً إلى أن ابنه، وكان يبلغ من العمر 12 عاماً حينها، واجهه بسؤال: «بابا، أنت اشتريت شركة وخسرت 500 مليون درهم، لماذا فعلت ذلك؟»، فردّ عليه ضاحكاً: «هل هذه أموالك؟»، واستطرد سجواني حديثه مشدداً على أهمية إعطاء الفرصة للآخرين لانتقاد القرارات، خصوصاً داخل الشركات، لأن ذلك يخلق بيئة عمل صحية تعتمد على الشفافية والمحاسبة من دون خوف، وأشار إلى أنه في إحدى الأزمات الاقتصادية العالمية، انخفضت مبيعات شركته بنسبة 98%، إذ كان يبيع شهرياً بمليار درهم، لكنه وجد نفسه يبيع بأقل من 20 مليون درهم فقط، وجاءت المشكلة الكبرى عندما أبلغه المدير المالي في أحد الشهور أنه لا يوجد مال كافٍ لدفع الرواتب.
وقال سجواني: «في لحظات الأزمات، عليك أن تتحرك بسرعة بحثاً عن حلول»، مضيفاً «اكتشفنا أننا نملك حساباً مصرفياً في البحرين فيه 20 مليون درهم، كنا قد نسيناه تماماً، أسهم في حل مشكلة الرواتب، لافتاً إلى أن هذه التجارب تجعلني أكثر إيماناً بأن التوكل على الله هو الأساس، لكن لابد من العمل والاجتهاد».
وحول رأيه في الجيل الجديد، أفاد بأن الشباب اليوم أكثر ذكاءً وأسرع تطوراً، ولديهم فرص أفضل بمئات المرات مقارنة بالأجيال السابقة.
وتابع: «نحن محظوظون بقيادات حكيمة في الإمارات ودول الخليج، وهذا منحنا تقدماً على دول عظمى، لكن الأهم هو ألّا يصيبنا الغرور، بل يجب أن نستمر في العمل بجدية»، وشدد على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي، قائلاً: «ما يحدث اليوم في الذكاء الاصطناعي يفوق خيالنا، التطور قادم بسرعة هائلة وعلينا أن نكون جزءاً منه».
وختم سجواني حديثه برسالة واضحة للشباب الذين يسعون للنجاح في عالم الأعمال قائلاً: «لا تعطل نفسك بعقلية نهاية الأسبوع والعطل، إذا أردت النجاح في هذا العالم التنافسي».
0 تعليق