نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوجه الحقيقى لأمريكا - ميديا سبورت, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 02:18 مساءً
دائما ما أفضل الجمهوريين على الديمقراطيين، ليس من جانب منهجهم الحزبي أو لأفضليتهم في قضايا العرب والمنطقة عن غيرهم من الديمقراطيين، ولكن لأنهم يتميزون بالصراحة المطلقة، التي تكشف الوجه الحقيقي لأمريكا، فعلى سبيل المثال عندما أراد الرئيس الجمهوري بوش الابن احتلال أفغانستان عقب تفجيرات 11 سبتمبر عندها لم يجد حرجا في استخدام مصطلح "الحرب الصليبية"، ومن قبله بوش الأب الذي بدأ التدمير الفعلي للعراق، ليأتي أخيرا ترامب ويكشف عن الوجه الحقيقى لأمريكا بتصريحاته الأخيرة عن مشروع تهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة استثمارية!
لا أشك أن إسرائيل هي العدو، لكن أوقن تماما أن أمريكا يجب أن تكون العدو الحقيقي الذي يضع مساحيق تجميل ليخفي وجهه الحقيقى، ولولاها لما قامت إسرائيل وأسالوا عن أحداث ما بعد حرب أكتوبر وكيف أنقذت دولة الاحتلال من الانهيار التام تحت جنازير الدبابات المصرية، لكن تدخلها هو من أعاد الحياة لإسرائيل لتظل القضية الفلسطينية معلقة ومرتبطة ارتباطا وثيقا بما تقدمه واشنطن من دعم غير محدود سواء عسكري أو اقتصادي لدولة الكيان.
ما يحدث الآن- في ظل حكم الجمهوريين- يوثق المواقف للتاريخ، فإذا كان التاريخ سيذكر الموقف العنصري الأشد نازية من هتلر وحزبه لأمريكا، فإنه أيضا سيذكر مصر التي تصدت لمخطط الشرق الأوسط الجديد وتصفية القضية الفلسطينية رغم كل الاغراءات المادية والسياسية التي يسوقها الجمهوريون لحث مصر على قبول المخطط، لكن فاتهم أن مصر هي من حملت أعباء القضية الفلسطينية على عاتقها لنحو ٧٠ عاما ولا تزال مستعدة لتقديم المزيد من التضحيات نصرة لأشقائنا الفلسطينيين وقبل ذلك لأنها كانت وستظل الشقيقة الكبرى.
موقف مصر من مقترح ترامب لا يعد موقفا أحاديا، إذ أنها قادت العرب لرفض المخطط وعقب الإعلان عن الموقف المصري سارعت الدول العربية للحاق بها ليتم خلق رأي عام وقرار عربي واحد ضد أمريكا وإسرائيل.
أخيرا وفي ظل هذه الظروف يجب التأكيد على أن دعم الدولة المصرية ليس فرض كفاية، لكنه فرض عين على كل مصري، وهنا أيضا يجب تأجيل أي خلافات أيديولوجية جانبا، فنحن الآن في مرحلة فاصلة نواجه فيها النظام العالمي المستبد بينما تساقطت أوراق عديدة في المنطقة ولهذا دلالة كبرى.
0 تعليق