منذ إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصاعدت التوترات التجارية العالمية بعد إعلانه فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الولايات المتحدة من كندا والمكسيك بنسبة 25%، إلى جانب فرض رسوم بنسبة 10% على السلع الصينية. هذا التصعيد من جانب ترامب أثار تساؤلات واسعة حول مدى جدية هذه الحرب التجارية وتأثيرها المحتمل على أسواق الأسهم العالمية، وفق ما ذكر موقع "ياهو فاينانس" العالمي.

ردود فعل أسواق الأسهم

رغم التصعيد الواضح في الخطاب التجاري الأمريكي، لم تُظهر الأسواق المالية العالمية تراجعات حادة، بل تفوقت بعض المؤشرات العالمية، مثل أسواق الأسهم في الصين والمكسيك وأوروبا، على مؤشر S&P 500 الأمريكي منذ بداية العام. هذا الأمر يشير إلى أن المستثمرين ربما يعتبرون تهديدات ترامب مجرد ورقة ضغط سياسية أو يعتقدون أن التأثير الاقتصادي الفعلي سيكون محدودًا.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية

تأثير الحرب التجارية على الأسهم

ومع ذلك، تأثرت بعض القطاعات بشكل ملحوظ، حيث خفضت كبرى شركات المشروبات العالمية توقعاتها للأرباح بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالتعريفات الجمركية وضعف الطلب. كما شهدت أسهم شركات السيارات الأوروبية تراجعًا ملحوظًا نظرًا لاعتمادها الكبير على السوق الأمريكية.

آراء المحللين حول الحرب التجارية

يرى بعض الخبراء أن الأسواق قد تكون قللت من خطورة هذه الحرب التجارية، مشيرين إلى أن ردود الفعل الضعيفة قد تعكس اعتقادًا سائدًا بأن تهديدات ترامب ليست جدية بالكامل، أو أن تأثيرها على المدى الطويل لن يكون كبيرًا. إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدي تصعيد هذه السياسات إلى ارتفاع معدلات التضخم وإضعاف النمو الاقتصادي، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إعادة النظر في سياساته النقدية خلال الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضاً: كندا تهدد بـ"رد فوري" على الرسوم الجمركية الأمريكية

استراتيجيات مستثمري الأسهم

في ظل هذه التوترات التجارية، يسعى المستثمرون إلى حماية محافظهم المالية عبر التركيز على القطاعات الأقل تأثرًا بالتعريفات الجمركية، مثل قطاع التكنولوجيا والخدمات الاستهلاكية، إلى جانب زيادة الاستثمار في الأصول الآمنة مثل السندات الحكومية والذهب، تحسبًا لأي تدهور محتمل في الأسواق.

واختتم "ياهو فاينانس" أنه رغم تصاعد التهديدات التجارية من قبل إدارة ترامب، لا تزال الأسواق المالية متماسكة، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية هذه الحرب التجارية وتأثيرها الحقيقي على الاقتصاد العالمي.
ومع ذلك، فإن أي تحرك مفاجئ أو تصعيد غير متوقع قد يؤدي إلى اضطرابات حادة، مما يستدعي من المستثمرين متابعة التطورات بحذر وتحديث استراتيجياتهم وفقًا للمستجدات.