في خطوة استراتيجية لتعزيز الابتكار الرقمي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة "جروك" الأمريكية، المتخصصة في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي. هذه الصفقة تمثل نقلة نوعية في المشهد التقني والالكتروني السعودي، حيث تسعى البلاد إلى تعزيز قدراتها في مجال الحوسبة المتقدمة وتوسيع البنية التحتية الرقمية لدعم تقنيات المستقبل بالسعودية.

شراكة مع "أرامكو ديجيتال" لتأسيس مركز متقدم

تمتد هذه الشراكة إلى تعاون مباشر بين شركة "جروك" وشركة "أرامكو ديجيتال"، الذراع التقنية لشركة أرامكو، والذي أسفر عن إنشاء مركز إقليمي متطور للذكاء الاصطناعي في مدينة الدمام. يهدف المركز إلى تعزيز البحث والتطوير في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وهو جزء من رؤية السعودية لتكون مركزًا عالميًا للتكنولوجيا بحلول عام 2030.

التوسع رغم القيود الأمريكية

على الرغم من القيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، نجحت "جروك" في الحصول على التراخيص اللازمة لإمداد السوق السعودي بتقنياتها الحديثة. وتتميز رقائق الشركة بقدرتها على تسريع معالجة البيانات وتحليل النماذج اللغوية، مما يجعلها مثالية للاستخدام في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة.

إعلان الاستثمار خلال "ليب 2025"

تم الكشف عن هذا الاستثمار خلال مؤتمر "ليب 2025"، الحدث التقني الأبرز في السعودية، والذي شهد إعلان المملكة عن استثمارات تصل إلى 14.9 مليار دولار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. ولم يتم تحديد جدول زمني محدد لتفعيل الصفقة، إلا أن هذه الخطوة تؤكد التزام السعودية بتطوير بيئة تقنية متكاملة تدعم الابتكار.

دعم "علام" لتعزيز الذكاء الاصطناعي العربي

ضمن المشاريع المستقبلية، سيتم دعم نموذج الذكاء الاصطناعي "علام"، وهو نموذج لغوي متطور يعمل باللغتين العربية والإنجليزية، ويهدف إلى تعزيز المحتوى العربي الرقمي. هذا المشروع يعكس توجه السعودية نحو تطوير تقنيات تلبي احتياجات الأسواق المحلية وتعزز حضورها في المشهد الرقمي العالمي.

ختامًا، يؤكد هذا الاستثمار الضخم طموح السعودية في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال بناء شراكات قوية مع الشركات الرائدة عالميًا مثل "جروك"، وتعزيز بنيتها التحتية الرقمية لتحقيق أهدافها ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030.