في تصريحات مثيرة للجدل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب  أن خطته بشأن قطاع غزة لا تشمل حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم. 

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أشار ترامب إلى أنه لا يمكن للفلسطينيين العودة إلى غزة، مشيراً إلى أن المنطقة "غير صالحة للسكن" في وضعها الحالي. 

وأكد الرئيس الأمريكي أن الحل الذي يطرحه يتضمن بناء مجتمعات جديدة آمنة للفلسطينيين في أماكن بعيدة عن مناطق الصراع.

غزة كـ "مشروع استثماري" تحت إدارة أمريكية مؤقتة 

لم يقتصر تصريح ترامب على منع العودة، بل أكد أن قطاع غزة سيظل تحت السيطرة الأمريكية المؤقتة، قائلاً إن الأمر سيكون "مشروعًا عقاريًا للمستقبل". 

وأضاف ترامب أن خطته تتضمن إعادة إعمار غزة وتحويله إلى ما وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط"، رغم حالة الدمار الشديدة التي تعيشها المنطقة. 

ترامب لم يستبعد أيضاً إرسال القوات الأمريكية إلى غزة للمساعدة في تنفيذ خطته، في حين اقترح أن يتنقل الفلسطينيون إلى دول أخرى مثل الأردن أو مصر.

ردود فعل دولية: خطة ترامب "فضيحة" ومخالف للقانون الدولي

لاقى اقتراح ترامب رفضاً واسعاً على الساحة الدولية، حيث وصف المستشار الألماني أولاف شولتس خطة ترامب بأنها "فضيحة"، مؤكداً أن اقتراح إعادة توطين سكان غزة في دول أخرى مخالف للقانون الدولي. 

وعبّر شولتس عن استهجانه من استخدام مصطلح "ريفييرا" لوصف غزة، قائلاً إن ذلك "تعبير فظيع" بالنظر إلى الدمار الذي تشهده المنطقة. 

كما شدد على أن خطة نقل السكان هي "أمر غير مقبول"، وأشار إلى موقف الدول العربية مثل مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين.

الانتقادات تتوالى من القادة العرب والغربيين 

من جانبه، أعرب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني فريدريش ميرتس عن تأييده لما قاله شولتس، مشيراً إلى أن اقتراح ترامب يعد جزءاً من سلسلة من المقترحات التي تثير القلق. 

وأضاف أن العديد من هذه التصريحات قد تكون "خطابية" ولا تحمل جدية في التنفيذ، داعياً إلى الانتظار لمعرفة الخطوات الفعلية التي ستتخذها الإدارة الأمريكية.

الرفض الفلسطيني للمقترح الأمريكي 

وفي ردود فعل فلسطينية، لاقى الاقتراح الأمريكي انتقادات شديدة من قيادات سياسية ومجتمعية، حيث اعتبر العديد من الفلسطينيين أن تصريحات ترامب تشكل تهديداً خطيراً على حق العودة للفلسطينيين، وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وأكدوا أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة تحت أي مسمى أو خطة لن تمر، مشددين على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تصريحات ترامب حول خطته لإعادة إعمار غزة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر العديد من الحكومات الدولية والعربية. ففي حين يرى ترامب أنه يمكن تحويل غزة إلى مشروع استثماري تحت الإدارة الأمريكية، يرى الكثيرون أن هذا الطرح يعد انتهاكاً للقانون الدولي وتصفية لحقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.