نشر في باب نات يوم 11 - 02 - 2025

تحتضن قاعة الفن الرابع بالعاصمة سلسلة عروض جديدة لمسرحية "حلمت بيك البارح" للبنى مليكة وإبراهيم جمعة، وإنتاج المسرح الوطني التونسي. وتقام العروض أيام الجمعة 14 فيفري والسبت 15 فيفري على الساعة السابعة مساء، ثم الاحد 16 فيفري على الساعة الخامسة مساء.
وتتمحور أحداث المسرحية حول العنف المتفشي في المجتمع، فحاكت لبنى مليكة هذه الظاهرة بأسلوب يدفع المتفرّج إلى تمثّل الصورة الذهنية لما يَبدُر عن الممثليْن من نصّ اشتقت كاتبته المفردات من معجميْ العنف والحب، فعبّرت من خلال هذه المصطلحات عن الخيبات التي تعيشها الأم جرّاء انجرار الابن ولجوءه إلى العنف دون الشعور بأبسط مقومات الرأفة والرحمة، في مشهد يستحضر حادثة اعتداء أحد التلامذة على أستاذه منذ سنتيْن في أحد المعاهد الثانوية بمدينة الزهراء في الضاحية الجنوبية للعاصمة.
ويرتكز العمل على جملة من الثنائيات المتباينة والمتناقضة أهمها المفارقة بيْن عالميْن هما "الحلم والواقع" و"الألم والأمل" و"النور والظلمة" و"الحياة والموت"، وهذه الثنائيات المتضادّة تجلّت في أساليب عديدة منها النص والسينوغرافيا ولعب الممثلْين على الركح. وكأن هذا الصراع الداخلي الذي تعيشه الأم هو صراع تراجيدي برّر هروب الأم من الواقع إلى الحلم بحثا عن فضاء أرقى وأرحب، ولكن عملية الانتقال بين الواقع والحلم التي كانت من المؤمل أن تكون هروبا من الواقع قد بدت في المسرحية جزءا من هذا الواقع المأساوي.
ومن الخصائص الفنية المميزة للمسرحية، مشاركة الجمهور في هذه اللعبة المسرحية بأسلوب غير مباشر، فالمخرجة لبنى مليكة اختارت أن يتابع الجمهور المسرحية وهو جالس على الركح محيطا بالممثليْن لا في المقاعد المخصصة له داخل القاعة، وهذه الدعوة للجمهور على الركح لها عدة مقاصد منها أهمها تشريك الجمهور في البحث عن أجوبة عن الأسئلة المتعلقة بتفشي ظاهرة العنف في المجتمع.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.