أثارت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاعلًا واسعًا، حيث جاءت في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، لا سيما في غزة، وسط مقترحات أمريكية بتهجير سكان القطاع وإعادة توطينه في دول مجاورة، وهو ما رفضته الأردن ومصر بشكل قاطع.

لكن إلى جانب التصريحات السياسية التي تصدرت العناوين، لاحظ المتابعون رعشة متكررة في جفن الملك عبدالله أثناء حديثه، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وما إذا كانت لها دلالات صحية أو نفسية.

الجدل حول رعشة الجفن.. هل كان اللقاء مفاجئًا؟

تصاعدت التكهنات حول هذه الرعشة، خاصة أن اللقاء بين الملك عبدالله وترامب لم يكن من المفترض أن يكون مفتوحًا للصحافة. ووفقًا لصحفيين أمريكيين، فقد فوجئ الحاضرون بفتح الأبواب لوسائل الإعلام بعد دقائق من بدء الاجتماع، مما يعني أن الملك لم يكن على دراية مسبقة بضرورة تقديم تصريحات علنية فورية.

وقال الصحفي محمد شهود، المتابع للشأن الأمريكي، إن البيت الأبيض لم يكن قد أدرج في جدول الزيارة أي جلسة مفتوحة للإعلام، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب ربما أراد الضغط على الملك الأردني ودفعه للإدلاء بتصريحات أمام الكاميرات بشكل غير متوقع.
 

الأسباب الطبية.. هل يعاني الملك من مشكلة صحية؟

من الناحية الطبية، يرى الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، أن رعشة الجفن التي ظهرت على الملك عبدالله قد تكون ناتجة عن الانقباض العضلي المستمر للجفون، وهي حالة يكون فيها انقباض دوري للعضلات القابضة للجفن العلوي والسفلي، ما يؤدي إلى حركات لا إرادية قد تزداد مع الإرهاق أو الضغوط العصبية.

ويوضح سعد أن هذه الحالة قد تحدث في عين واحدة أو كلتا العينين، وغالبًا ما تعالج عن طريق حقن البوتوكس لإضعاف العضلات وتخفيف الانقباضات اللاإرادية، مشيرًا إلى أن نقص الدموع والجفاف الناتج عن السفر والإجهاد قد يكون أيضًا أحد العوامل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة.

التوتر والضغط النفسي.. عامل أساسي وراء رعشة الجفن

من جانبه، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هذه الرعشة المتكررة قد تكون بسبب لزمة حركية، وهي حركة لا إرادية تحدث بسبب التوتر النفسي، موضحًا أن الضغوط الكبيرة التي يواجهها الملك عبدالله خلال زيارته لواشنطن، في ظل تصاعد الحديث عن تهجير الفلسطينيين، قد تكون السبب في زيادة وتيرة هذه اللزمات.

أما الدكتور محمود الوصيفي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، فأوضح أن اللزمات الحركية تحدث بسبب خلل في موصل عصبي يُعرف بالدوبامين، لافتًا إلى أن هذه الحالة قد تزداد مع التوتر والضغوط السياسية، خاصة عندما يكون الشخص في موقف يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة تحت الأضواء الإعلامية.

هل هناك علاقة بين الجراحة السابقة للملك عبدالله ورعشة الجفن؟

في عام 2022، خضع الملك عبدالله الثاني لعملية جراحية في ألمانيا لعلاج انزلاق غضروفي نادر في الفقرات الصدرية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هناك مضاعفات عصبية مرتبطة بالجراحة قد تفسر رعشة الجفن.

لكن وفقًا للأطباء، فإن الانزلاق الغضروفي الصدري نادر الحدوث، ولا توجد دلائل على أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على العصب المسؤول عن حركة الجفون، مما يجعل التفسير الأقرب هو الضغوط النفسية والتوتر الناتج عن زيارة واشنطن.

التوتر السياسي والدبلوماسي.. هل كان للقاء تأثير نفسي على الملك؟

جاءت زيارة الملك عبدالله إلى واشنطن في وقت حساس، حيث تصاعدت الضغوط على الأردن ومصر لبحث خطط إدارة غزة بعد الحرب، وسط رفض عربي واسع لمخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين.

وخلال اللقاء، أكد الملك عبدالله رفضه القاطع لأي محاولة لإعادة توطين سكان غزة في الأردن أو أي دولة عربية أخرى، مشددًا على أن الأردن لن يكون طرفًا في أي مخطط من شأنه تصفية القضية الفلسطينية.

تصريحات ترامب خلال اللقاء، والتي تحدث فيها عن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، زادت من حدة التوتر، مما جعل اللقاء أكثر حساسية وصعوبة، وهو ما قد يفسر الضغوط النفسية التي انعكست على ملامح الملك الأردني أثناء حديثه.

كيف يتم علاج رعشة الجفن الناتجة عن التوتر؟

يوضح الأطباء أن علاج هذه الظاهرة يعتمد على سببها الرئيسي، فإذا كان السبب طبيًا مثل انقباض الجفن العضلي، يمكن علاجه بـ البوتوكس أو باستخدام قطرات لترطيب العين وتقليل الجفاف.

أما إذا كان السبب نفسيًا، فيمكن التحكم فيه من خلال تقنيات الاسترخاء، والتدريبات السلوكية، والمهدئات البسيطة، بالإضافة إلى استخدام مكملات فيتامين ب التي تساعد في تقوية الأعصاب وتقليل الإجهاد العصبي.