نشر في تونسكوب يوم 13 - 02 - 2025

كشف المواطن صلاح الدين الهمامي، البالغ من العمر 67 عامًا، بحسرة وألم شديدين تفاصيل الاعتداء الجسدي والمعنوي الذي تعرض له هذا الأسبوع من قبل عدد من أعوان شركة النقل العمومي، رغم أنه قضى نصف عمره في استخدام وسائل النقل العامة.
وفي مداخلة هاتفية على إذاعة "الجوهرة أف أم"، أوضح الهمامي أن الواقعة بدأت عندما صعد إلى حافلة ثانية بعد اقتطاع تذكرته، منتظرًا انطلاقها بعد أن فاتته الحافلة الأولى المتجهة إلى حي الزهور من محطة الباساج. إلا أنه تفاجأ بأحد الأعوان يطلب منه النزول بأسلوب مهين، مستخدمًا عبارات نابية مستفزة، طالت حتى والديه المتوفَّيين. وأمام هذا التصرف، رد بكلمات احتجاجية فقط، لكنه صُدم بتجمّع أربعة أعوان آخرين حوله، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون مراعاة لكبر سنّه أو لمكانتهم كموظفين في قطاع عام.
وبتأثر شديد، وصف الهمامي شعوره بالظلم والقهر، قائلاً: "لم يراعوا حتى سني.. شعرت وكأنني غريب في بلدي، وكأنني لست مواطنًا تونسيًا.. اعتدى عليّ أعوان الدولة بقسوة وبدون رحمة أو أخلاق."
ورغم الاعتداء الذي تعرّض له، توجه الهمامي بالشكر للمواطنين، رجالًا ونساءً، الذين تدخلوا لإنقاذه، إضافة إلى الشخص الذي وثّق الحادثة ونشرها، مسلطًا الضوء على هذا التصرف غير المقبول.
ومع ذلك، شدد الهمامي على أنه لن يرضى بمجرد الاعتذار، مطالبًا بمحاسبة المعتدين قانونيًا واسترداد حقه، خاصة وأنه لم يتلقَ أي متابعة لوضعه الصحي أو النفسي بعد الحادثة.
كما أعرب عن استيائه من عدم تدخل الدولة، ممثلة في وكيل الجمهورية، لضمان حقه في التقاضي، مشيرًا إلى أنه غير قادر على تحمل تكاليف المحامي والإجراءات القانونية بسبب ضعف جراية تقاعده. واختتم حديثه بمناشدة رئاسة الجمهورية للتدخل ومساعدته في استرداد حقه عبر المسار القضائي.

.