تصريحات ترامب بتهجير فلسطينيي غزة تمثل امتدادًا لـ "صفقة القرن"

الخطة تهدف إلى تعزيز مصالح إسرائيل وتمكين سيطرتها على الأراضي الفلسطينية والجولان

ترامب يعرض خدمات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين دون تلبية حقوقهم السياسية

محاولات تهجير الفلسطينيين عبر التاريخ فشلت بسبب المقاومة الشعبية والسياسية

تصريحات ترامب تعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي

ترامب يسعى لتعزيز شعبيته بين مؤيديه من اللوبي الصهيوني والمسيحيين المتصهينين

بعد التراجع عن خطته، صرح ترامب برغبته في "شراء" غزة وتحويلها إلى "ريفيرا" دون حقوق العودة للفلسطينيين

قال ماهر عبد القادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد  ترامب  بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة وبناء "ريفيرا" مكانها، تعتبر امتدادًا حقيقيًا لمخطط "صفقة القرن" الذي أطلقه ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى. 

وأوضح عبد القادر أن الهدف الأساسي لهذه التصريحات هو تعزيز مصالح إسرائيل وتمكين سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك هضبة الجولان، بالإضافة إلى أراضٍ أخرى، وذلك مقابل تقديم خدمات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين دون تلبية حقوقهم السياسية المشروعة. 

وأضاف عبد القادر أن هذا الطرح قد قوبل برفض واسع في السابق، ويُرفض الآن بشدة.

محاولات التهجير التاريخية: فشل مستمر

قال عضو الحزب الديمقراطي، إنه منذ بداية الهجرة الصهيونية إلى فلسطين وقيام دولة إسرائيل في عام 1948، تعرض الشعب الفلسطيني لعدة حملات تهجير قسري، أبرزها عمليات التهجير والنزوح التي جرت في عامي 1948 و1967، حيث تم ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين. 

وذكر عبد القادر أن هناك محاولات متكررة على مر التاريخ لتهجير الفلسطينيين أو إبعادهم وتوطينهم في دول أخرى، على سبيل المثال، في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، جرت محاولات لتوطين الفلسطينيين في سيناء بمشاركة كل من الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين، ولكن جميع هذه المحاولات فشلت بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني والدعم العربي المستمر.

كما أشار إلى فشل محاولات إسرائيلية-أوروبية-أمريكية لتطبيق خطة تحفيزية من خلال وكالة الأونروا التي كانت تهدف إلى تشجيع الفلسطينيين على مغادرة أرضهم. 

وأضاف عبد القادر أن جميع هذه المحاولات فشلت بسبب المقاومة الشعبية الفلسطينية والعقبات السياسية.

تصريحات ترامب: جريمة حرب وتصفية القضية الفلسطينية

وأشار عبد القادر إلى أن تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة، التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، تأتي في إطار سعيه لتعزيز شعبيته لدى قاعدته المؤيدة لإسرائيل، لا سيما اللوبي الصهيوني والمسيحيين الإنجيليين المتصهينين. 

وذكر أن ترامب يعتمد على هذه القاعدة للحصول على الدعم المالي والسياسي لحملته الانتخابية، في حين يمارس ضغوطًا على دول مثل مصر والأردن لتحمل مسؤوليات إضافية تجاه الفلسطينيين في غزة واللاجئين في دول الطوق.

وأوضح عبد القادر أن الهدف من هذه التصريحات هو تصفية القضية الفلسطينية، عبر اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، مما يخفف عن إسرائيل الأعباء السياسية والاقتصادية، ويحولها إلى دولة دينية نقيّة تحت حماية أمريكا. 

وأكد عضو الحزب الديمقراطي، أن هذا المخطط يهدف إلى تكريس الاحتلال الإسرائيلي بشكل دائم.

تراجع ترامب عن تصريحاته: بداية التفكيك

على الرغم من تصريحاته المثيرة للجدل، أشار عبد القادر إلى أن ترامب بدأ يتراجع عن خطته بعد ساعات قليلة من إعلانها، حيث صرح لاحقًا برغبته في "شراء غزة" بدلًا من تنفيذ فكرة التهجير، ثم عاد ليقول إنه يرغب في "احتلالها" أو "استثمارها" من خلال أموال دول عربية، ليحولها إلى "ريفيرا" المنطقة، لكن دون أن يُعطي الفلسطينيين أي حق في العودة إلى أراضيهم.

واختتم عبدالقادر، أن تصريحات ترامب الأخيرة تأتي ضمن سلسلة من المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فرض مخططات لا تحترم الحقوق السياسية للفلسطينيين. 

وأكد أنه من التجارب السابقة أظهرت أن هذه المخططات مرفوضة تمامًا من قبل الشعب الفلسطيني والدول العربية، ولن تتمكن من تحقيق أهدافها في تغيير الواقع التاريخي لفلسطين.