نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لاستقطاب الاستثمار.. طموحات طاقية كبرى لموريتانيا - ميديا سبورت, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 04:52 مساءً
نشر في الشروق يوم 13 - 02 - 2025
تخطو موريتانيا بثبات، وفقاً لما تؤكده استقراءات المتخصصين، نحو مستقبل واعد في قطاع الطاقة، مع اقترابها من دخول عصر إنتاج الغاز الطبيعي، الذي يُتوقع أن يعزز اقتصادها، وأن يوفر لها فرصًا استثمارية غير مسبوقة. وفي ظل اكتشافات الغاز الكبيرة في الساحل الأطلسي على الحدود البحرية الموريتانية السنغالية، واهتمام الشركات العالمية بالاستثمار في هذا القطاع، تضع نواكشوط خططًا طموحة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للطاقة في غرب إفريقيا. لكن هذا التحول لا يخلو من تحديات، أبرزها البنية التحتية، والقدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الاستفادة الاقتصادية والاستدامة البيئية. ورغم ذلك، فإن التوقعات الإيجابية والتوجه الحكومي الداعم للإصلاحات الاقتصادية تعزز الآمال في أن تصبح موريتانيا لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة الإفريقية خلال السنوات المقبلة. وفي هذا السياق، أعلنت شركة كوسموس إنيرجي، يوم الاثنين 10 فيفري 2025، عن بدء إنتاج أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال ضمن المرحلة الأولى من مشروع "السلحفاة/ أحميم"، الذي يقع قبالة سواحل موريتانيا والسنغال والذي تديره شركة «بي بي» البريطانية.
ووفقًا لبيان الشركة، فقد بدأ الغاز المستخرج من المشروع، في 31 ديسمبر 2024، بالتدفق من الآبار إلى وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة، حيث سيخضع لعمليات المعالجة والتنقية قبل ضخه إلى سفينة التسييل العائمة، ليتوجه بعد ذلك إلى التصدير. وأكدت كوسموس إنيرجي أنها ستبدأ في إدراج إنتاج الغاز ضمن نتائجها المالية الفصلية، بينما أعلنت شركة «بي بي»، عن وصول سفينة الشحن التي ستنقل أول دفعة من الغاز الطبيعي المسال خلال الأسابيع المقبلة، مما يمثل انطلاقة فعلية لعمليات التصدير وبدء تحقيق الإيرادات المالية للمشروع.
وفي هذا الصدد، أشاد أندرو إنغليس، الرئيس التنفيذي لشركة كوسموس إنيرجي، بهذا التطور، واصفًا هذا الحدث بأنه "خطوة مفصلية" للشركة ولشركائها في مشروع السلحفاة، وللحكومتين الموريتانية والسنغالية. وشدد رئيس كوسموس على أهمية تسريع وتيرة الإنتاج لضمان تسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال في أقرب وقت ممكن.
ومن خلال هذه التطورات، ومع بدء تدفق الغاز من مشروع "السلحفاة الكبير آحميم"، وهو حقل ضخم للغاز الطبيعي المسال يقع قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، تتعزز طموحات موريتانيا في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة في إفريقيا. وستحقق موريتانيا التي هي إحدى أفقر بلدان العالم، قفزة نوعية، عبر تحول اقتصادها الذي ظل معتمدًا بشكل كبير على الفلاحة، نحو استغلال احتياطيات الغاز الوفيرة في تسريع نموها الاقتصادي. ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمشروع "آحميم" للغاز، 2.3 مليون طن، ويُعد مشروع "آحميم" مشروعًا استراتيجيًا لكل من موريتانيا والسنغال، حيث يُتوقع أن يستمر إنتاجه لثلاثة عقود على الأقل. ويُدار المشروع بالشراكة بين "بي بي" البريطانية، وشركة كوسموس الأمريكية، وشركات الطاقة الوطنية في موريتانيا والسنغال، مما يجعله مشروعًا محوريًا في إعادة تشكيل سوق الطاقة العالمي وتنويع مصادر تصدير الغاز، إلى جانب دعم قطاع الطاقة محليًا. وتعوّل الحكومة الموريتانية على مشروع "آحميم" للغاز، في تحقيق نمو اقتصادي متميز في 2025، وسط تراجع في أنشطة استخراجية أخرى.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن تسجل موريتانيا معدل نمو بنسبة 4.2% نهاية العام الجاري، وهو معدل قريب من المعدل المسجل العام الماضي والبالغ 4.6%، وذلك بالرغم من الانخفاض الحاد في إنتاج الذهب بنسبة 23.5% مع اقتراب بعض المناجم من نهاية دورة إنتاجها، إضافةً إلى التراجع المتوقع في إنتاج خام الحديد، الذي ظل لفترة طويلة ركيزة الاقتصاد الموريتاني.
.
0 تعليق