أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أن بلاده ستقدم 50 مليون يورو لدعم جهود الاستقرار في سوريا، مشيرًا إلى أن العملية الانتقالية في البلاد يجب أن تتم وفق شراكة دولية واضحة، مع تصميم قوي على محاربة تنظيم داعش.

وأكد ماكرون أن السلطات الانتقالية السورية تمثل أملًا جديدًا للشعب السوري، مشددًا على أن فرنسا لن تتخلى عن دعمها لتحقيق انتقال سياسي مستدام في البلاد.

تعهدات باريس في مكافحة الإرهاب ودعم الأكراد

ضمن حديثه عن مستقبل سوريا، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده مستعدة لبذل مزيد من الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية، معتبرًا أن الحرب ضد داعش لم تنتهِ بعد، وأن الاستقرار لن يتحقق بدون القضاء التام على التنظيمات المتطرفة.

وفي رسالة دعم صريحة، شدد ماكرون على أن فرنسا لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، التي تقودها الفصائل الكردية، والتي لعبت دورًا محوريًا في محاربة داعش. وأكد على ضرورة دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن القوات الوطنية السورية، لضمان عدم تفكيكها خلال المرحلة الانتقالية.
 

سياسات فرنسا تجاه اللاجئين السوريين

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الفرنسي أن اللاجئين السوريين سيحصلون على أذون عبور خاصة للعودة إلى سوريا، مع إمكانية الرجوع إلى فرنسا بعد ذلك، في إشارة إلى سياسة جديدة قد تنظم حركة اللاجئين بين البلدين.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه أوروبا ضغوطًا متزايدة بشأن أزمة اللاجئين، حيث تسعى باريس إلى تبني نهج أكثر توازنًا، يجمع بين دعم الاستقرار داخل سوريا وتقليل الأعباء على الدول المستضيفة.

مؤتمر باريس: إعادة رسم المشهد السياسي السوري

جاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر دولي يُعقد في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة سبل تحقيق انتقال سياسي في سوريا، وذلك بعد أكثر من شهرين على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

ويحضر المؤتمر عدد من القادة الدوليين والمبعوثين الأمميين، وسط توقعات بطرح مبادرات جديدة لتعزيز الاستقرار، وتحديد آليات واضحة لتنفيذ المرحلة الانتقالية، بما يضمن عدم انزلاق سوريا في فوضى أمنية جديدة.

مع هذا الدعم المالي والتوجه السياسي الواضح، يبدو أن فرنسا تسعى إلى تعزيز نفوذها في الملف السوري، من خلال تمويل جهود الاستقرار، ودعم القوات الكردية، والمشاركة في رسم مستقبل سوريا بعد الأسد.