نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نفوذ القائد.. سلاح أقوى من الأوامر - ميديا سبورت, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 11:30 مساءً
دعونا نتأمل معًا في هذه القصة الواقعية ونقوم بتحليلها، من وجهة نظر المدير لا يحق له أن يستخدم السلطة الشرعية أو القوة الرسمية التي يمتلكها لإجبار الموظفين على العمل خارج أوقات العمل الرسمية. أما من وجهة نظر الموظفين، فإن تصرف التواري يُعتبر دليلًا على وجود تأثير أو نفوذ من المدير عليهم. وهنا نجد أنفسنا أمام مصطلحات متقاربة في المفهوم تحتاج إلى توضيح، فما هو الفرق بين النفوذ، والتأثير، والقوة، والسلطة في المنظمات؟
النفوذ (Influence) هو محاولة التأثير على سلوك أو قرارات الآخرين بطريقة غير رسمية، سواء نجحت المحاولات أم لم تنجح؛ ويعتمد النفوذ على الصفات الشخصية مثل الكاريزما والعلاقات مثل الاحترام أو الخوف، وقد لا يكون مرتبطًا بمنصب رسمي أو بالضغط أو الإكراه. والتأثير (Impact) هو القدرة على إحداث تغيير في سلوك أو مواقف أو آراء الآخرين، سواء مباشرًا أو غير مباشر، وقد يكون ناتجًا عن النفوذ (غير رسمي) أو القوة أو السلطة (رسمي)، كما يعتمد على مهارات مثل الإقناع. أما القوة (Power) هي القدرة على فرض السيطرة على الآخرين للقيام بشيء معين، حتى في حالة عدم رغبتهم، سواء بوسائل رسمية أو غير رسمية؛ وتستمد القوة من عوامل مثل المعرفة أو الخبرة. والسلطة (Authority) هي الحق القانوني أو التنظيمي المخوّل للفرد أو المؤسسة لاتخاذ القرارات مُلزمة وإصدار الأوامر. وتعتمد السلطة على المنصب أو الدور الرسمي داخل المنظمة. جميع هذه المصطلحات تشترك في كونها وسائل مختلفة تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات داخل المنظامت.
والآن فلنعد إلى القصة التي بدأنا بها هذا المقال ونربطها بالتعريفات التي ذكرناها. المدير هنا في هذه الحالة يحتاج إلى أن يكون له نفوذ أو تأثير، ولا يمارس القوة، ولا يملك الحق في استخدام السلطة. وهنا نستنتج أن النفوذ والتأثير أكثر استدامة بمرور الوقت، ويمكن توظيفها في نطاق أوسع، كما يساعدان في تحقيق الالتزام بدلًا من الامتثال، حيث يتبع الموظفون القائد عن قناعة وليس خوفًا من العقوبة.
تلخيصًا لما سبق، في علم الإدارة، لا يكفي أن تمتلك السلطة أو القوة لإجبار الموظفين على العمل، بل الأهم أن تمتلك النفوذ والتأثير اللذين يجعلان الموظفين يلتزمون بإرادتهم، لا خوفًا من العقوبة، بل رغبة في ذلك. القائد الحقيقي هو من يكسب القلوب قبل العقول، من يبني الثقة والالتزام من خلال النفوذ، لا الامتثال المؤقت من خلال القوة. أخيرًا، القيادة الحقيقية ليست فقط في إصدار الأوامر، بل في إلهام الآخرين ليعملوا بإخلاص. لنبني معًا وطنًا قويًا بالالتزام والثقة، حيث النفوذ يسبق السلطة، والإنجاز ينبع من القلب، والإلهام يُحرك الإبداع، لنساهم معًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 بكفاءة وفاعلية.
0 تعليق