واجه الطفل محمود البالغ من العمر ثلاثة سنوات ونصف، تحديات صحية كبيرة، بعد أن كشفت سلسلة من الفحوصات عن تشخيص إصابته بالسرطان ورم الخلايا العصبية، وهو شكل نادر من سرطان الأطفال الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة بشكل أساسي، وقد خضع لسلسلة علاجات طويلة تضمنت العلاج الكيميائي والجراحة وزرع نخاع العظم والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي، حتى أصبح بصحة جيدة.
وأدت الجهود الدؤوبة التي بذلها الكادر الطبي في مدينة برجيل الطبية (BMC) والذي ضم أكثر من 14 تخصصًا لأكثر من عام ونصف، إلى جانب تفهم ودعم عائلته والبنية التحتية المتقدمة للرعاية الصحية في دولة الإمارات، إلى تغيير حياة الطفل محمود، تصدى الفريق الطبي لهذا النوع الشرس من السرطان لمساعدة الصغير على استعادة حياته.
وقال والد الطفل محمود: " كانت الأشهر التي سبقت التشخيص مليئة بالشكوك والمخاوف حيث عانى محمود من أعراض عديدة مثل الإمساك والحمى المرتفعة والضعف العام وصعوبة التنفس وعدم الرغبة في الحركة والبكاء المستمر، وفي حالة محمود، نما الورم ليصبح بالقرب من الجزء الخلفي من رئته اليمنى، والتف حول النخاع الشوكي".
وأضاف: "بعد التغلب على الصدمة الأولية، تم إبلاغنا أن علاج محمود سيشمل مراحل متعددة، بما في ذلك العلاج الكيميائي لتقليص الورم، والجراحة لإزالة الورم المتبقي، والعلاج الإشعاعي، وزرع نخاع العظم، والعلاج المناعي، وبعد بحث طويل قررت العائلة وضع محمود في مدينة برجيل الطبية BMC للحصول على العلاج فيها نظرًا لخيارات العلاج الشاملة ومتعددة الوسائط لمرضى سرطان الأطفال تحت سقف واحد.
رعاية شاملة ومتطورة
وأشرف الدكتور زين العابدين، استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال، على علاج محمود، وتم التخطيط مع الفريق الطبي لتطبيق بروتوكول علاجي يتضمن التكنولوجيا المتقدمة والأساليب الشخصية لتعظيم فرص تعافيه.
وبدأت رحلة التشخيص والعلاج في أغسطس 2023 بإجراء اختبار وراثي جزيئي في OncoHelix Co-Lab، والذي قدم معلومات وراثية مفصلة لتحسين علاجات محمود وتخصيصها بحسب حالته، ثم خضع لأربع جلسات من العلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم، تلا ذلك عملية جراحية معقدة لإزالته، فيما شكل الورم، الواقع بالقرب من رئته والحبل الشوكي، تحديات كبيرة، لكن الجراحة أجريت بنجاح، وتم الانتهاء من آخر جلسة علاج كيميائي لمحمود في نوفمبر 2023، وفي الشهر التالي من ذات العام، خضع محمود لعملية زرع نخاع العظم الذاتي، خلال الفترة ما بين فبراير إلى مارس 2024، تلقى محمود 12 جلسة من العلاج الإشعاعي، و من يونيو 2024 إلى يناير 2025، خضع محمود لجلسات العلاج المناعي التي تهدف إلى محاربة أي خلايا سرطانية متبقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق