في خطوة مهمة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر اليوم السبت. 

جاءت هذه الخطوة في إطار الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى المتفق عليها، حيث تم تسليم الأسرى في موقع التسليم بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط احتشاد مئات المدنيين والقوات العسكرية من حماس.

كلمات الأسرى المفرج عنهم

صعد الإسرائيلي يائير هورن إلى منصة التسليم وسط حضور كبير، ليتوجه بكلمات مقتضبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتنياهو. 

وقال هورن: "لم يعد لديهم مزيد من الوقت"، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بإتمام صفقة تبادل الأسرى لضمان عودة الجميع إلى منازلهم. 

من جانبه، حث الأسير الإسرائيلي ساغي ديكل حن الحكومة الإسرائيلية على المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق. 

وقال: "أطلب من الحكومة فعل كل شيء لاستمرار الصفقة"، في رسالة واضحة إلى ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاقات المبرمة.

ثم تم نقل الأسرى الثلاثة، يائير هورن وساغي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، إلى سيارات الصليب الأحمر التي نقلتهم إلى معبر كرم سالم، حيث تسلمهم الجيش الإسرائيلي في خطوة إضافية نحو تنفيذ بنود الاتفاق.

المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار

هذه العملية تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد المخاوف بشأن مصير الاتفاقية في ظل التوترات التي شهدتها الأيام الماضية. 

وبموجب الاتفاق، تفرج إسرائيل عن 369 فلسطينيًا، مما يساهم في تعزيز الاستقرار والهدوء في المنطقة. 

وفيما يتعلق بالإسرائيليين المحتجزين، تم إطلاق سراح 16 من أصل 33 إسرائيليًا في المرحلة الأولى من الاتفاق من قبل حركة حماس، بالإضافة إلى خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية غير مقررة. 

ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن البقية في الأسابيع القادمة، حيث يعتقد أن نصفهم فقط لا يزالون على قيد الحياة وفق تقديرات إسرائيلية.

بدء المرحلة الثانية من المفاوضات

تتجه الأنظار الآن نحو بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي يتوقع أن تبدأ المفاوضات بشأنها الأسبوع المقبل. 

ومن المتوقع أن يتم خلال هذه المرحلة الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. 

أكد قيادات حركة حماس أن المفاوضات حول المرحلة الثانية ستنطلق بداية الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن الوسطاء الإقليميين والدوليين لا يزالون يواصلون العمل لضمان استمرارية الاتفاق.

المرحلة الثالثة: إعادة إعمار غزة

أما المرحلة الثالثة من الاتفاق، فستركز على إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الهجمات الإسرائيلية خلال فترة التصعيد. 

وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار في غزة بحوالي 53 مليار دولار، وهو مشروع ضخم من المتوقع أن يستغرق سنوات لتنفيذه، إلا أنه يبقى خطوة أساسية في سبيل إعادة الاستقرار إلى القطاع المنكوب.

مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى، فإن الاتفاق الذي يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين لا يزال يشكل نقطة تحول في الأزمة المستمرة، حيث ينتظر الجميع تطورات جديدة بشأن بدء المرحلة الثانية وما يترتب عليها من تحولات سياسية وميدانية