دخلت أسعار الذهب منطقة مجهولة مع تمسك المتفائلين بعدم اليقين الاقتصادي الناجم عن خطط الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات لكن وراء جائزة الوصول إلى مستوى قياسي عند 3000 دولار للأوقية (الأونصة) تلوح أيضاً بعض علامات الهبوط، وفق ما ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية.

الذهب.. بداية قوية في 2025

حقق الذهب بداية قوية في عام 2025 محطما ثمانية أرقام قياسية ليرتفع بأكثر من 10% بحلول 11 فبراير.
جاء ذلك بعد أكبر مكسب سنوي له في 14 عاما في عام 2024 بفضل مزيج قوي من مشتريات البنوك المركزية القوية وعدم اليقين الجيوسياسي وتيسير السياسة النقدية.
تعززت جاذبية الذهب باعتباره ملاذا آمنا من المخاطر مع لجوء الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب إلى فرض رسوم جمركية لمساعدة الصناعة المحلية المتعثرة على الرغم من خطر إشعال حرب تجارية.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟

رفع ترامب الرسوم الجمركية

عندما رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم هذا الأسبوع وصل سعر الذهب الفوري إلى مستوى قياسي بلغ 2942.70 دولار للأوقية.
حول ذلك قال فيليب نيومان العضو المنتدب في شركة "ميتالز فوكس" الاستشارية: "ما رأيناه هو تغيير في دوافع شراء الملاذ الآمن من الدافع وراء عدم اليقين في الشرق الأوسط إلى التهديد بتنفيذ الرسوم الجمركية".

الذهب وأسعار الفائدة

كان حجم النمو في العام الماضي، والذي بدأ قبل أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف أسعار الفائدة غير متوقع حيث بدا المستثمرون على استعداد لتجاهل التكلفة البديلة المترتبة على الاحتفاظ بالذهب الذي لا يحمل عائدا.
كما انفصلت السوق في كثير من الأحيان عن الرياح المعاكسة المعتادة الأخرى مثل قوة الدولار.
اقرأ أيضاً: لماذا تتقلب أسعار الذهب بشدة حالياً.. وما توقعات المعدن النفيس؟

تأثير التضخم على الذهب

قال المحلل المستقل روس نورمان :"من المدهش أن الذهب كان يرتفع مع تراجع التضخم وبدا الأمر وكأن كل فهمنا لكيفية تصرف أسعار الذهب أصبح موضع تحدي".
اكتسبت أسعار الذهب المزيد من الجرأة بسبب المخاوف من التعريفات الجمركية وإنها قد تؤثر على إمدادات الذهب إلى الولايات المتحدة حيث يتم تداول العقود الآجلة للذهب في بورصة كومكس.
ونتيجة لهذا، شهدت العلاوة السعرية التي تتداول بها عقود الذهب الأمريكية الأكثر نشاطا فوق سعر لندن الفوري ــ والتي كانت تاريخيا بضعة دولارات فقط ــ تقلبات جامحة واتسعت إلى 40 دولارا للأوقية قبل تنصيب ترامب مباشرة في 20 يناير وأكثر من 60 دولارا خلال أسبوع التنصيب.
وسعى المراقبون والمتدالولن والمعنيون إلى الاستفادة من الفرصة المربحة أو تغطية مراكزهم الحالية في بورصة كومك حيث اجتذبت العلاوة كميات هائلة من عمليات التسليم إلى مخزونات الذهب في بورصة كومكس.
وقد قفزت هذه المخزونات بمقدار 18.6 مليون أونصة بقيمة 54 مليار دولار منذ أواخر نوفمبر.

رياح معاكسة أمام النفيس

ولكن بحلول الثلاثاء، تقلص قسط بورصة كومكس إلى 28 دولارا للأوقية ما جعل المحللين يتوقعون أن يتلاشى هذا النشاط والزخم السوقي ويهدأ من فورته.
وقال جون ريد كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي: "بعد ارتفاع واردات الذهب إلى نيويورك يبدو من المرجح أن الاضطراب بين أسعار العقود الآجلة في نيويورك وسوق خارج البورصة في لندن يقترب من نهايته وبمرور أسابيع قليلة مقبلة من المتوقع أن تتضاءل الطوابير المزدحمة للحصول على الذهب من بنك إنجلترا وهو ما من شأنه أن يخفف من النقص الواضح في السيولة في سوق لندن".

حاجز سعري جديد يواجه الذهب

كما قال نيكي شيلز المحلل في شركة "إم كي إس بامب إس إيه" :"إنه في حين أن الأسعار قد ترتفع نحو 3200 دولار فإن حل الاضطرابات للذهب المنسوبة إلى الرسوم الجمركية والتغيرات الهيكلية المحتملة بما في ذلك انخفاض الرغبة في المخاطرة وانخفاض المشاركة وانخفاض السيولة يدفع نحو الاتجاه الهبوطي بشكل متزايد".
وقالت إن متوسط توقعات شركته للسعر لعام 2025 سيظل عند 2750 دولارا دون نية لمراجعة التوقعات بالزيادة.
وأضاف: "إن التطورات الهيكلية الأخيرة في الأشهر الماضية عززت من هبوط الذهب".