عيسى هلال الحزامي

* في ما يخص الثقافة الرياضية في الشارقة، وما أتمناه بالنسبة للأنشطة التي تبادر إليها هيئات ومؤسسات الإمارة، ليس هناك ما هو أكبر وأعلى من ذلك السقف، الذي شهدته النسخة الثانية من «سباق النمور للعقبات» الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في خورفكان بمشاركة أكثر من 5 آلاف متسابق. ربما تكون الأمنية الباقية أن تكون تلك الثقافة حاضرة عند الجميع، وليس عند البعض وحسب، فهكذا لن تكون الرياضة مهمة أو وظيفة منوطة بالمجلس الرياضي وحده، إنما ستصبح دوراً يشارك الكل في تنفيذ متطلباته طواعية واختياراً، وهذه -بالضبط -هي «الثقافة المنشودة».

* بدت الفكرة أكثر من رائعة بعد أن تحولت إلى واقع في عروس الساحل الشرقي، وعنوانها يلخصها ويعبر عنها بشكل مباشر، فما قام به المشاركون في هذه الفعالية لا يقوم به إلا «النمور» بالفعل وهي تجتاز الموانع والعقبات التي تعترض سبيلها..عدو.. وثب.. تسلق.. سباحة.. زحف.. تأرجح.. كر وفر، فهي مغامرة مكتملة العناصر، والكل بدا سعيداً وهو يشارك في مسابقاتها سواء كان طفلاً صغيراً يبحث عن مجرد اللهو البريء، أو شاباً يافعاً يريد أن يختبر لياقته وإرادته وعضلاته بتحدي عقبات لن يجدها أبداً في صالات اللياقة البدنية.

* ولأن الفعالية جسدت تظاهرة رياضية كبيرة وليس مجرد فعالية مجتمعية كان سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة كعهده حريصاً على دعمها والمشاركة فيها إلى جانب كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير دائرة الشارقة الرقمية، كما كان لافتاً تباين أعمار وهويات المشاركين الذين ارتسمت السعادة على وجوههم جميعاً، ولذا أحيي أخي طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على المبادرة الرائعة وأهنئه على النجاح، وليس عندي شك في أن التظاهرة ستشهد تطوراً مطرداً، ومزيداً من الإقبال على المشاركة في مسابقاتها، وأيضاً على المتابعة والمشاهدة، لأن التسلية والمتعة حاضرتان بالنسبة للجمهور، سواء تم ذلك من مسرح الحدث وسط طبيعة خورفكان الخلابة والمدرج الحجري، أو عبر شاشة التليفزيون ومنصات التواصل.

* ختاماً.. «سباق النمور» الكل فائز فيه.. المشاركون والمنظمون والمشاهدون وكذلك المساهمون في رعايته، لأنه حقق لكل فئة وجهة ما تريده، وسعادتنا به في المجلس الرياضي مضاعفة لأنه كرس «الثقافة المنشودة».