مع إعلان دولة الإمارات عام 2025 عاماً للمجتمع، يكشف استطلاع متخصص شمل خبراء العقارات في المنطقة، إلى جانب تحليلات معمقة من مختصين موثوقين، عن تنامي الاهتمام بالحياة المجتمعية المتكاملة.
وتعكس هذه النتائج توافقاً مع المبادرة الوطنية الهادفة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتطوير مساحات أكثر شمولاً، كما تنسجم مع حملة «منزل لكل أسلوب حياة» التي أطلقتها «بروبرتي فايندر»، والتي تجسد رؤية الشركة لمواكبة تطلعات الأفراد عبر تقديم حلول سكنية تتماشى مع مختلف مراحل حياتهم وأنماط معيشتهم.
ويتجه المستهلكون بشكل متزايد نحو المشاريع السكنية المتكاملة التي توفر مرافق تجارية وترفيهية وتعليمية، إلى جانب أنماط الحياة التي تعزز الروابط الاجتماعية. فهذه المجتمعات لا تقتصر على توفير المسكن فحسب، بل تمنح سكانها بيئة تفاعلية تسهم في بناء علاقات إنسانية طويلة الأمد، مع الشعور بالأمان والرضا.
وتبرز مناطق مثل قرية جميرا الدائرية، ودبي هيلز استيت، ومدينة محمد بن راشد، والخليج التجاري، ودبي مارينا، ووسط مدينة دبي، وأبراج بحيرات جميرا، وميناء خور دبي كوجهات سكنية تلقى اهتماماً متزايداً، بفضل بيئتها الاجتماعية النابضة بالحياة، ومستوى الاتصال المتطور، وتنوع المرافق التي تلبي احتياجات السكان العصرية.
تحولات
مع استمرار التحولات في المشهد العقاري بفعل العوامل السوقية المتغيرة، يقيّم الخبراء المقومات التي تحول الحي السكني إلى مجتمع متكامل، كسهولة الوصول إلى المرافق والخدمات المتكاملة
في ظل وتيرة الحياة السريعة التي تمتاز بها دولة الإمارات. حيث يتزايد إقبال السكان على الخيارات السكنية التي توفر أعلى مستويات الراحة والملاءمة.
ونتيجة لذلك، يشهد السوق العقاري طلباً متنامياً على المشاريع المتكاملة التي تجمع بين الوحدات السكنية، والمرافق التجارية، والخدمات الترفيهية، مما يسهم في خلق بيئات سكنية تعزز جودة الحياة وتلبي احتياجات الأفراد والأسر.
نماذج مثالية
قال تشارلي بانان، المدير الإداري لشركة هاوس آند هاوس: «تبرز مناطق مثل وسط مدينة دبي ودبي مارينا كنماذج مثالية لهذا المفهوم، حيث تتيح للسكان تجربة عصرية متكاملة تجمع بين التسوق الراقي وخيارات الطهي المتنوعة، وكل ذلك ضمن مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من منازلهم».
وأضاف: «أصبحت مفاهيم مثل الرفاهية من العوامل الأساسية التي تلعب دوراً هاماً في قرارات المشترين والمستأجرين. فقد شهدنا طلباً متزايداً على المرافق الترفيهية المتكاملة، حيث يولي السكان أهمية متزايدة لوجود المساحات المفتوحة، والمرافق الرياضية، وبيئات تعزز من أسلوب الحياة الصحي والمتوازن. ومع استمرار نمو عدد سكان دبي، ستتزايد الحاجة إلى مجتمعات متكاملة تلبي تطلعات الأفراد وتوفر تجربة سكنية شاملة».
علاقات بناءة
وكشفت دراسة أجرتها «بروبرتي فايندر» عام 2024 حول أنماط المعيشة المجتمعية في دولة الإمارات، عن تزايد اهتمام المستهلكين بالمجتمعات السكنية التي تتماشى مع تطلعاتهم وقيمهم الشخصية. فلم يعد البحث عن مسكن يقتصر على امتلاك مساحة للعيش، بل أصبح يرتبط بتوفير بيئة تحتضن الروابط الاجتماعية وتعزز العلاقات طويلة الأمد.
وتعد الأحياء التي تتميز بمسارات مشي مصممة بعناية، ومساحات مشتركة مصممة لتعزيز التفاعل الاجتماعي من بين أكثر الوجهات السكنية تفضيلاً، نظراً لدورها في تشجيع التواصل بين السكان وخلق بيئة مجتمعية أكثر تفاعلاً وانسجاماً.
انتماء
قالت زارا إيفانز، المالكة والشريكة الإدارية لشركة «إكسلوسيف لينكس» للوساطة العقارية: «توفر مجتمعات مثل قرية جميرا الدائرية، ودبي هيلز استيت، ومدينة محمد بن راشد بيئة سكنية تعزز الشعور بالانتماء، حيث يجد السكان أنفسهم جزءاً من مجتمع مترابط. وحتى في المناطق الحيوية مثل دبي مارينا، يبقى الطابع المجتمعي حاضراً، ما يخلق تجربة سكنية تنبض بالحياة وتعزز الروابط الاجتماعية بين السكان».
بيئة حاضنة للأسرة
وأوضحت إيفانز: «نشهد تحولاً واضحاً في متطلبات المشترين والمستأجرين، حيث أصبحت المساحات الخضراء، والمرافق الملائمة للعائلات، والقرب من المدارس والمراكز التجارية من العوامل الحاسمة في اتخاذ القرار. وتكشف بياناتنا أن العائلات تمثل الآن 57% من المشترين في دبي، مع ارتفاع ملحوظ في عدد المشترين من المملكة المتحدة الذين ينجذبون إلى أسلوب الحياة المجتمعية المتكاملة الذي توفره المدينة».
مزايا مطلوبة
وتكتمل قائمة المزايا المطلوبة في المجتمعات السكنية الملائمة للعائلات بتوافر مناطق لعب آمنة للأطفال في الداخل والخارج، فضلاً عن المساحات الخضراء الواسعة، والمسابح المخصصة للصغار، والملاعب الرياضية التي تعزز الأنشطة الترفيهية. كما يُولي الآباء اهتماماً متزايداً بعنصر الأمان في المجتمعات المغلقة، إضافة إلى الهدوء والاستقرار الذي توفره هذه الأحياء.
وبطبيعة الحال، فإن المجتمعات المزدهرة تُسهم في تحفيز نمو السوق العقاري، حيث توفر مجموعة واسعة من الخيارات السكنية التي تلبي احتياجات مختلف الفئات. وفي هذا المشهد العقاري المتطور، أصبح العثور على المنزل المثالي لكل مرحلة من الحياة يتطلب نظاماً بيئياً متكاملاً للبحث العقاري، يتميز بسهولة الوصول، ويواكب أحدث توجهات السوق، ويقدم للباحثين بيانات دقيقة وعميقة تدعم قراراتهم خلال رحلة البحث عن المسكن الأمثل.
مبادرات
قال شريف سليمان، الرئيس التنفيذي للإيرادات في «بروبرتي فايندر»: «رسخت دولة الإمارات، ثقافة التسامح والشمول، مدعومة بمبادرات تعزز الشعور بالانتماء، ما جعلها وجهة مفضلة للعيش والعمل. ومع الإعلان عن عام المجتمع، فمن المشجع أن نشهد تزايد أهمية التواصل الإنساني في مختلف أنحاء الدولة. كما إن نتائجنا تُظهر بوضوح أن الباحثين عن منزل يسعون إلى العيش في بيئة تمكّنهم من بناء روابط أوسع مع الجيران والأصدقاء والمجتمع المحيط».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق