في ظل غموض مستقبلي حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حذر قادة الأجهزة الأمنية والفريق المفاوض الإسرائيلي من تداعيات فشل استكمال المرحلة الأولى. 

المخاوف تكمن في أن عدم التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن المرحلة التالية قد يؤدي إلى انهيار الجهود المبذولة، وسط تهديدات بتصعيد الوضع في غزة.

تحذيرات من عدم استكمال المرحلة الأولى

كشف مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، يارون أبراهام، عن تحذيرات الفريق الأمني الإسرائيلي من خطورة غياب الحوار بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، رغم وجود 6 أسرى إسرائيليين أحياء. 

وأكد أن هذه القضية يجب أن تكون أولوية في المفاوضات، حيث قد يؤدي أي تأخير أو تقاعس في التقدم إلى تقويض الجهود الحالية. 

وبحسب التقارير، فإن الأسبوع الجاري يشهد حالة من الارتباك مقارنة بالأسبوع الماضي، مما يزيد من التوتر في الأوساط السياسية.

المواقف الأمنية والسياسية تجاه الصفقة

من جانبه، شدد بوعز جولان، مقدم البرامج السياسية في القناة 14، على أن تصريحات السياسيين لا يجب أن تشكل مصدرًا للاطمئنان في إسرائيل، مشيرًا إلى أنه لا يجب التعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي توعدت بتصعيد عسكري في حال استمرار الحرب. 

وفي نفس السياق، أكد المحلل العسكري في قناة "آي 24"، يوسي يهوشوع، أن قادة الأجهزة الأمنية، مثل رئيس جهاز الشاباك ورئيس الأركان ورئيس الموساد، يفضلون استكمال المرحلة الأولى من الصفقة بدلاً من العودة إلى القتال.

قلق عائلات الأسرى والمفاوضات المقبلة

في ظل هذا المناخ، كشفت القناة 12 عن حالة من القلق تسود عائلات المخطوفين، حيث تلقوا رسالة من مسؤول في الفريق الحكومي المفاوض، مما دفعهم للتعبير عن عدم اليقين بشأن مصيرهم في المرحلة المقبلة. 

وأشارت التقارير إلى أن الحكومة لم تناقش المرحلة الثانية من الصفقة خلال الزيارة الأخيرة للدوحة بسبب ما وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانتهاكات حماس للاتفاق. 

وفي رد فعلهم، طالب أهالي الأسرى الحكومة بالتركيز على استكمال المفاوضات بدلاً من البحث عن ذرائع لتعطيلها.

حماس وتوقعات المرحلة الثانية

من ناحية أخرى، أشار إليئور ليفي، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11، إلى أن حركة حماس تتطلع إلى بدء المرحلة الثانية من الصفقة قريبًا. 

وأكد أنه إذا تم تأجيل المفاوضات، قد تسعى حماس إلى "افتعال أزمة جديدة"، مما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني في غزة. 

الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية

في الوقت ذاته، أكدت التقارير أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمجموعة من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك استكمال الصفقة أو انهيارها. 

وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري، إن الحكومة الإسرائيلية أعدت خطة عسكرية واسعة النطاق، قد تشمل عملية برية في غزة إذا استدعت الظروف.

التحديات أمام الحكومة الإسرائيلية

في خضم هذه التطورات، عبّر عضو الكنيست عن حزب "قوة يهودية"، عميحاي إلياهو، عن أمله في أن تستغل إسرائيل الدعم الأمريكي الحالي لتحقيق مكاسب استراتيجية. 

إلا أنه حذر من "إضاعة فرصة تاريخية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تواجه نتائج سلبية إذا لم تحسن استثمار الفرص المتاحة.

تجسد هذه المواقف والتحذيرات التحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل في الوقت الراهن، حيث يبدو أن الاستقرار في غزة يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها حركة حماس، وهو ما يعكس تعقيد المفاوضات وخطورة المرحلة القادمة.