كشف رياضيون عن أسباب عديدة تقف وراء فكرة أن الاحتراف في الدوريات الأوروبية بكرة القدم، خارج حسابات اللاعب الإماراتي، أبرزها وجود الإغراءات المالية التي تدفعها الأندية المحلية من العقود والرواتب، والتي تجعل اللاعب لا يفكر في اللعب خارج الدوري المحلي، وخوض تحديات كبيرة تفرضها عليه منظومة الاحتراف الخارجي.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «الإغراءات المالية المحلية، والعقود التي توازي في بعضها تلك التي يمكن أن يحصل عليها اللاعب عند الاحتراف خارجاً، تجعل من لاعبي الأندية بعيدين عن فكرة الاحتراف خارجياً، خصوصاً في الدوريات الأوروبية، التي تتطلب التزاماً كبيراً بالتدريبات وأنماط الحياة وحتى قوة المباريات»، مشيرين إلى أن «مسؤولية تقبل فكرة الاحتراف الخارجي، لا تقع على عاتق اللاعب ذاته، بل في كيفية إيجاد الآليات الصحيحة لزيادة أعداد المواهب على صعيد اللاعب المواطن، وتشهد بحد ذاتها تحديات كبيرة، في ظل الزيادات الكبيرة على صعيد التجنيس وفئة اللاعب المقيم، التي باتت تؤثر سلباً حتى في العناصر الدولية في خدمة المنتخبات الوطنية، بالصورة ذاتها لوجود العديد من عناصر المنتخب على دكة بدلاء أنديتهم، أو الحصول على معدل دقائق لعب قليلة، لا تتماشى مع أهمية الاستحقاق الذي يخوضه (الأبيض) حالياً في استحقاقاته المصيرية، ومنها تصفيات كأس العالم».
التجربة الاحترافية الإماراتية تقتصر على 9 لاعبين
إسماعيل مطر لعب للسد القطري في عام .2009 تصوير: إريك أرازاس
فيصل خليل خاض تجربة في عام 2006 قاصدا فريق شاتورا الفرنسي. الإمارات اليوم
عموري انتقل إلى الهلال في أبرز صفقة. من المصدر
يقتصر الاحتراف الإماراتي الخارجي على خوض تسعة لاعبين تلك التجربة غير المسبوقة التي بدأت في عام 2005، مع الثلاثي راشد عبدالرحمن، ومحمد سرور، وعبيد الطويلة، بالتوجه إلى سويسرا للاحتراف مع فريق «إف سي تون»، قبل أن يتبعهم بالسيناريو ذاته فيصل خليل في عام 2006 قاصداً فريق شاتورا الفرنسي.
وأكمل فهد مسعود فصول قصة الاحتراف الإماراتي الخارجي، بتمثيله فريق قطر القطري في عام 2007، ليلحق به عبدالله الكمالي، مع فريق «ألتيكو برانانس» البرازيلي في عام 2008، ومن ثم إسماعيل مطر الذي لعب للسد القطري في عام 2009، قبل أن يختتم كل من حمدان الكمالي وعمر عبدالرحمن، فصل الاحتراف الخارجي، بتوجه الكمالي في عام 2012 للعب مع فريق ليون الفرنسي، و«عموري» في 2018 مع الهلال السعودي، في صفقة دخلت التاريخ حينها كثاني أغلى صفقة إعارة في تاريخ كرة القدم، وفق ما ذكرته تقارير صحافية عالمية، بلغت 14 مليون يورو، بفارق أربعة ملايين يورو عن صفقة الإعارة الأغلى، وسجلت عبر الأرجنتيني غوانزالو هيغواين الذي أعير في وقت سابق من العام ذاته من يوفنتوس الإيطالي إلى منافسه ميلان.
ماجد الفلاسي: الأندية الأوروبية لن تفكر في التعاقد مع لاعب لا يشارك في الأساس
ماجد الفلاسي. من المصدر
قال المحلل الرياضي ماجد الفلاسي إن الحديث عن احتراف اللاعب الإماراتي في الدوريات الأوروبية، لا يرتبط بالواقع الذي تعيشه كرة الإمارات في الوقت الحالي، مبيناً أن التركيز في الوقت الحالي أصبح يتطلب التفكير في أن يلعب اللاعب الإماراتي في المقام الأول محلياً قبل المطالبة باحترافه في الدوريات الأوروبية.
وأوضح الفلاسي لـ«الإمارات اليوم» أن الأندية الأوروبية لن تفكر في التعاقد مع اللاعب الإماراتي الذي لا يشارك في الأساس في البطولات المحلية، وقال: «إقبال الأندية على التعاقد مع اللاعبين في فئة المقيم أصبح الهدف الأساسي لغالبية الأندية، ما أسهم في قلة مشاركات اللاعب الإماراتي بشكل عام».
وأضاف: «هناك العديد من اللاعبين الذين أصبحوا لا يشاركون مع الأندية التي تنافس على الألقاب، ليتم الاستغناء عن خدماتهم وانتقالهم إلى أندية أخرى أقل في القوة والطموحات، حتى يحصلوا على فرصة المشاركة ضمن التشكيلة الأساسية، ما أسهم في استبعادهم عن تشكيلة المنتخب الوطني».
وتابع: «الاهتمام بالمراحل السنية أصبح لا يركز على اللاعب المواطن، مقارنة بالاهتمام بالتعاقد مع أكبر عدد من اللاعبين المقيمين، بينما المفارقة أنه في الفترة الماضية، انضم أكثر من لاعب من فئة المقيمين إلى منتخبات عربية وآسيوية، لتخسر الأندية الهدف الأساسي من تجهيزهم».
وأشار الفلاسي إلى أن المتضرر الأكبر من قلة مشاركات اللاعب الإماراتي هو المنتخب الوطني، وقال: «تجب إعادة النظر في تطبيق تعاقدات فئة اللاعب المقيم، لأن الأندية استغلت الثغرة الخاصة بهذه الفئة، وأصبحت تتعاقد مع لاعبين دون ضوابط تساعد على نجاح التجربة، بينما تضرر اللاعب الإماراتي وأصبحت مشاركاته قليلة محلياً، ليتأثر سلباً المنتخب الوطني، ويصبح غالبية اللاعبين غير جاهزين للمشاركة في المباريات الدولية».
الخضيري: تربية لاعبينا أن كرة القدم مجرد هواية
محمد الخضيري. من المصدر
أكد وكيل أعمال اللاعبين، محمد الخضيري، أن احتراف اللاعب الإماراتي في الدوريات الأوروبية لم يحقق نجاحاً خلال التجارب القليلة التي توجهت نحو «القارة العجوز»، بسبب غياب الحافز لخوض هذه التجارب، مبيناً أن الخروج من «منطقة الراحة» التي يعيش فيها اللاعب الإماراتي لا تحفزه على الإطلاق للإقدام على هذه الخطوة.
وقال لـ«الإمارات اليوم» هناك العديد من الأسباب التي أسهمت في قلة أعداد اللاعبين الإماراتيين الذين احترفوا في الدوريات الأوروبية، موضحاً: «للأسف، تمت تربية اللاعب الخليجي بشكل عام، والإماراتي بشكل خاص، على أن كرة القدم هي مجرد هواية، وليست مصدراً لكسب الرزق والعمل والاحتراف، مثلما يحدث في البرازيل والأرجنتين والعديد من الدول في قارة إفريقيا والوطن العربي».
وتابع: «في العديد من الدول الخليجية يختلف الطموح في فكرة كرة القدم منذ الصغر بالنسبة للطفل الخليجي الذي يمارسها، إذ إن المجتمع ينظر لها نظرة عاطفية، بأن ابني يجب أن يصبح طبيباً أو مهندساً»، وأضاف «في المقابل اللاعب الإماراتي لا يجد الدافع أن يخرج من (منطقة الراحة) مثلما يُطلق عليها، حيث إن كل شيء متوافر هنا، ولا يوجد ما يستدعي المغامرة والسفر خارج الدولة، خصوصاً أن نسبة النجاح ليست أكيدة من الجوانب كافة، سواء على المستوى الفني أو المادي»، وواصل: «النماذج التي نجحت في الدوريات الأوروبية قليلة جداً بالنسبة للاعب الخليجي، أبرزها حارس مرمى منتخب عمان علي الحبسي، علماً أن ظروفه لم تكن مناسبة في الدوري العماني، والاحتراف كان حافزاً له للتطور مادياً وفنياً»، وأكمل: «هناك العديد من اللاعبين الإماراتيين الذين كانت لديهم القدرة على الاحتراف في الدوريات الأوروبية، أبرزهم عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت وزهير بخيت ومحمد عمر، والراحل ذياب عوانة، وحارس المرمى علي خصيف، ولكن كما ذكرت هناك العديد من العوامل التي لم تسهم في احتراف اللاعب الإماراتي، وتحقيقه نجاحاً يذكر من خلال التجارب القليلة التي حصلت على فرصة الاحتراف».
العامري: الاحتراف أسلوب حياة في عالم كرة القدم
عادل العامري:
. قيد المقيمين والتجنيس الخطأ يجعلان اللاعب المواطن، سواء الموهوب أو حتى الدولي، يبحث عن مكان له على أرضية الملعب مع ناديه.
أكد وكيل أعمال اللاعبين، عادل العامري، أن التصدي لظاهرة التجنيس الخطأ المعتمدة حالياً، بجانب الكثرة في قيد اللاعبين المقيمين، تجعلان من أعداد اللاعبين المواطنين تتقلص بشكل كبير في المنظور القريب، مطالباً المسؤولين عن الرياضة الإماراتية بالاستفادة من تجارب دول خليجية مجاورة، في إطلاق مشروع يخدم في صقل المواهب الإماراتية التي تنعكس في غضون سنوات على المنتخبات الوطنية، من خلال إيفادها في فترات معايشة تفتح الباب أمامهم للاحتراف الخارجي.
وقال العامري إن «الاحتراف أسلوب حياة في عالم كرة القدم، والأندية في الدولة تمنح اللاعبين أفضل العروض للتمسك بهم ومنعهم من الاحتراف خارجاً، إلا أن الأندية ذاتها، من خلال ما نشهده حالياً وسط هاجس الفوز بألقاب محلية، وحتى قارية، تصر على استراتيجية قيد المقيمين، والتجنيس الخطأ، ما يجعل اللاعب المواطن، سواء الموهوب منهم أو حتى الدولي، يبحث عن مكان له على أرضية الملعب مع ناديه».
وأوضح: «الأندية ذاتها تهمّش اللاعب المواطن، من خلال التجنيس، والمقيمين الذين يوجدون على أرضية الملعب على حساب اللاعب المواطن المهمش فعلياً على أرضية الملعب، رغم استمرارية عقده مع ناديه، ما يدعو المنظومة الرياضة كاملة في الدولة، إلى إيجاد الحلول التي تنقذ على المدى المنظور ندرة المواهب الإماراتية، واتباع أساليب مختلفة، منها إطلاق مشروع يماثل التجارب في الدول المجاورة، يمتد بحد أدنى خمس سنوات، يتبنى المواهب الشابة، ويمنحها فرص المعايشة مع أندية خارجية، تمهد الطريق أمام تطوير مستواها، بجانب إمكانية احترافها الخارجي».
وأضاف: «يجب عقد اتفاقات مع الدول التي نشهد كثافة في استقدام اللاعبين المقيمين منها، خصوصاً أميركا الجنوبية والبرازيل، وإيجاد تشريعات تجعل من صفقات الأندية وحتى وكلاء اللاعبين، مرهونة بجعل إتمام صفقات المقيمين مرتبطة برفد مواهب إماراتية بين عمر 18 حتى 21 عاماً إلى تلك الأندية، ما ينعكس إيجاباً على منتخباتنا الوطنية، برفدها بعناصر مواطنة تمتلك خبرات احترافية عالية».
وتابع: «أدوار مهمة منوطة بالمنظومة الرياضية، في تولي مسؤولية إيجاد الحلول عبر إسناد المهمة لعناصر فنية تمتلك الخبرات، ليس على صعيد كيفية التصدي لظاهرة التجنيس واللاعب المقيم فحسب، بل القدرة خلال المستقبل القريب على صقل المواهب الإماراتية وزيادة أعدادها، فبنظرة سريعة على ما نشهده حالياً نجد أن من الركائز أن لاعبي المنتخب الذين يخوضون مع (الأبيض) استحقاقاً مهماً في تصفيات كأس العالم، ومنهم عبدالله حارب، على سبيل المثال، لا يحصلون على دقائق لعب كافية مع ناديهم».
عبيد: طرق تأسيس اللاعب الإماراتي لا تؤهله للاحتراف خارجياً
خالد عبيد. من المصدر
أشار مدير الكرة السابق بنادي النصر، المحلل الرياضي خالد عبيد، إلى أن البنية البدنية والطرق المتبعة في تأسيس اللاعب الإماراتي لا تساعده على الاحتراف الخارجي، مطالباً الأندية، وبالتنسيق مع وكلاء اللاعبين، بالرفد المبكر للمواهب إلى الخارج، ما يضمن تأسيسها على أسلوب سليم ينمي من قدراتها البدنية من جهة، ويسمح في صقل موهبتها ضمن طموحات مشروعة لإمكانية احترافها الخارجي.
وقال عبيد: «الأندية ووكلاء اللاعبين مطالبون بدورٍ مزدوج، ليس على صعيد إتمام الصفقات في استقدام اللاعبين من الدوريات المحترفة الخارجية فحسب، بل في إمكانية الاستفادة من رفد المواهب التي تضمها الأندية من معدلات عمرية صغيرة، تؤسس لبناء قدراتها، سواء البدنية أو الفنية، بما يخدم في جانب مهم منه مستقبل الكرة الإماراتية، وحتى إمكانية عرضها أمام كشافين عالميين، ما يفتح الطريق أمامها للحصول على فرصة جيدة للاحتراف الخارجي».
وأوضح: «لايزال مفهوم الاحتراف في الدوري المحلي بعيداً عن مفهومه الكامل، وينحصر بجانب كبير منه في العقود والرواتب، متغاضياً عن أن الفكر الاحترافي يجب أن يركز بصورة كبيرة على المواهب في المراحل السنية التي هي عماد المستقبل، وكيفية تخطي عقبة البنية البدنية للاعب الإماراتي، ومنحه الأسس السليمة للتغذية التي تجنبه الإصابات، والقدرة على التعامل مع التحديات التي باتت تفرضها كرة القدم الحديثة».
وأضاف: «هناك أدوار مهمة منوطة بالأندية ووكلاء اللاعبين في كيفية تفعيل إمكانية رفد المواهب الإماراتية بأعمار صغيرة، لبناء الأسس الصحيحة للفكر الاحترافي، ومنها أسلوب التغذية السليم الذي يناسب كل لاعب على حدة، فتجارب كثيرة أثبتت أن صناعة اللاعب تؤسس فعلياً إلى إمكانية صقل موهبته نحو التألق في عالم الاحتراف، ومنها الأسطورة الحالية ليونيل ميسي».
وتابع: «الفكر الاحترافي يحتاج إلى توافق ذهني وبدني، فعلى سبيل الذكر النجم البرازيلي نيمار احتاج، رغم مهاراته الكبيرة، إلى فترة ستة أشهر للتأقلم مع تحديات الجهد البدني للدوري الإسباني، كما أن بيدرو عانى الكثير من الإصابات حتى استعاد تألقه».
وأكمل: «الجميع يعرف إمكانات الدوري الإماراتي، والانتظار لفترات طويلة للعودة إلى الألقاب الآسيوية، وحتى الأمر ذاته ينطبق على إمكانية المنتخبات الوطنية، ما يجعلنا مطالبين بإيجاد آليات تطوير الأدوات، ومنها وكلاء اللاعبين الذين تربطهم علاقة مع الكشافين حول العالم، في كيفية استثمار المواهب التي تضمنها أكاديميات الأندية، ومنحها فرصة الانتقال لأكاديميات الأندية العالمية الكبرى التي عادة ما تخصص مبالغ طائلة لصقل مواهبها، مقارنة بميزانيات محدودة نسبياً مخصصة للأكاديميات المحلية».
واختتم: «الأندية تفتقر إلى الأنماط الصحية التي تسهم في تأسيس بنية اللاعب، ومنها فحوص التغذية والدم التي تعطي صورة واضحة لما يحتاجه كل لاعب، وتساعده على بناء بنية صحيحة تساعده على تجنب الإصابات التي تفرضها مع تقدم العمر قوة المباريات التي يخوضها مع بلوغه دوري المحترفين».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق