«أي أف إل ساينس»
لطالما شغلت الحيتان الزرقاء، أكبر الحيوانات على وجه الأرض، المجتمع العلمي بسلوكياتها الغامضة. ومن بين الألغاز العديدة المحيطة بهذه المخلوقات، فإن أحد أكثرها حيرة هو ندرة رصد ولادة الحيتان الزرقاء. فعلى الرغم من أعدادها التاريخية وقدراتها الإنجابية، لم يتم رصد سوى ولادتين للحيتان الزرقاء في تاريخ البشرية، وكلتاهما حدثت منذ عقود من الزمان، والآن تم رصد حالة ثالثة وفقاً لباحثين من جامعة «ميشغان» الأمريكية.
قبل صيد الإنسان للحيتان، كانت الحيتان الزرقاء وفيرة في محيطات العالم، كان يُقدَّر أن عدد أفرادها مئات الآلاف. وحتى اليوم، ومع الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة، يُقدَّر عدد الحيتان الزرقاء على مستوى العالم بما يتراوح بين 10 آلاف إلى 25 ألفاً. ونظراً لدورتها الإنجابية، حيث تلد عادة كل عامين إلى ثلاثة أعوام، فإن ندرة حالات ولادة الحيتان الزرقاء المسجلة تظل نادرة ومحيرة.
تشتهر الحيتان الزرقاء، بحجمها الكبير، حيث يصل طولها إلى 100 قدم ووزنها إلى 200 طن. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الكائنات البحرية العملاقة تتمتع برشاقة في بيئتها المحيطية، ومع ذلك، ظلت عملية تكاثر الحيتان الزرقاء محاطة بالغموض لفترة طويلة، ونادراً ما يلاحظ الباحثون أو يوثقون الولادات.
وتكثفت الجهود لكشف لغز انخفاض ولادة الحيتان الزرقاء النادرة في السنوات الأخيرة، حيث يستخدم الباحثون تقنيات متقدمة ومنهجيات مبتكرة لدراسة هذه المخلوقات المراوغة. ومن التتبع عبر الأقمار الصناعية إلى التحليل الجيني، لا يدخر العلماء أي جهد في سعيهم لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة الغامضة.
تشير إحدى الفرضيات السائدة إلى أن العوامل البيئية، مثل التغيرات في درجة حرارة المحيط ومدى توفر الغذاء، تلعب دوراً حاسماً بالتأثير على أنماط تكاثر الحيتان الزرقاء. وأثار تغير المناخ مخاوف على النظم البيئية البحرية بشأن التأثيرات المحتملة على النجاح التكاثري لهذه الثدييات البحرية.
في خضم الغموض العلمي المحيط بحالات ولادة الحيتان الزرقاء النادرة، يؤكد خبراء البيئة أهمية الحفاظ على هذه الكائنات العملاقة المهددة بالانقراض وحمايتها. إن تعرض الحيتان الزرقاء للأنشطة البشرية، بما في ذلك اصطدام السفن بها والتشابك في معدات الصيد، يؤكد على الحاجة الملحة إلى بذل جهود الحفاظ على البيئة لحمايتها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق