أفاد عدد من المواطنين بأن جماعة الحوثي قامت يوم الجمعة الماضية بأداء صلاة الغائب على أرواح قيادات بارزة في حزب الله اللبناني، وذلك في خطوة لافتة تشير إلى عمق الروابط التي تجمع الجماعة الحوثية بالجماعات الإيرانية.

وأوضح المواطنون أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها جماعة الحوثي بأداء صلاة الغائب على قيادات حزب الله، حيث كانت المرة الأولى أثناء إعلان نبأ وفاتهم، بينما جاءت هذه الخطوة اليوم متزامنة مع التشييع الرسمي لجنازاتهم في لبنان.

هذا التصرف من قبل الحوثيين يعكس استمرارهم في التعبير عن تضامنهم مع حلفائهم الإقليميين، وتحديداً حزب الله الذي يعتبر الذراع الأبرز لإيران في المنطقة.

كما يُعدّ هذا التحرك رسالة سياسية واضحة تؤكد وحدة الصف بين الجماعة الحوثية والمحور الإيراني، الذي يسعى دائماً لتعزيز نفوذه في المنطقة عبر دعم وكلائه المحليين.

السياق السياسي والرمزي

تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية المرتبطة بالأزمة اليمنية، حيث تواجه جماعة الحوثي اتهامات متكررة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي بدعمها من قبل إيران.

وأداء صلاة الغائب على قيادات حزب الله ليس مجرد فعل ديني فحسب، بل يحمل دلالات سياسية وإعلامية تهدف إلى تأكيد الولاء المتبادل بين الجماعة الحوثية وحزب الله، وتأكيد استمرار التنسيق بينهما على مختلف المستويات.

من جانب آخر، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة من الحوثيين لتعزيز شرعيتهم الشعبية داخل المناطق التي يسيطرون عليها، من خلال تقديم أنفسهم كجزء من محور مقاومة إقليمي يواجه ما يعتبرونه "مؤامرات خارجية".

ردود الفعل المحلية

على الرغم من أن هذه الخطوة قد تلقى تأييداً من بعض الموالين للحوثيين، إلا أنها أثارت استياء العديد من المواطنين الذين يرون أن الأولوية يجب أن تكون لمعالجة القضايا الإنسانية والمعيشية التي يعاني منها اليمنيون بشكل يومي.

وقال أحد المواطنين: "بدلاً من التركيز على مثل هذه الطقوس، كان الأجدر بهم العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين يعانون من الفقر والجوع".

ماذا يعني ذلك للمستقبل؟

يُظهر هذا التطور أن جماعة الحوثي لا تزال متمسكة بنهجها الذي يعتمد على التقارب مع إيران وحلفائها، وهو ما قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي اليمني أكثر مما هو عليه الآن.

كما أنه يعزز من فرص استمرار التوترات في المنطقة، خاصة في ظل تصاعد التحديات التي تواجهها الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.

ختاماً، يبدو أن جماعة الحوثي مصرة على تأكيد ولائها للجماعات الإيرانية، وهو ما قد يكون له تداعيات مستقبلية على عملية السلام في البلاد وعلى العلاقات الإقليمية بشكل عام.