عادل إمام سنوات الصداقة وأسرار القطيعة! "الحلقة 5" - ميديا سبورت

0 تعليق ارسل طباعة حذف

قبل صدور كتابه «عادل إمام الذى لا تعرفه.. سنوات الصدمة وأسرار القطيعة» عن دار ريشة فى معرض الكتاب القادم.. يختص الأستاذ عادل حمودة صفحات روزا بنشر الفصول الكاملة لكتابه على حلقات، نشر بمثابة الحق للأستاذ عادل والحق عليه. حقه لأنه أحد أبرز نجوم روزا الكبار و«أقرب دليل» على صحوة المدرسة وصحتها.

 وحق عليه لأن بنيان كتابه دار جزء كبير منه على صفحات روزا وبالتالى فهى أحق بالنشر حتى قبل دور النشر.

وحتى لا توجه لـ«حمودة» تهمة «ازدراء عادل إمام» أو التجنى عليه.. عليك أن تقرأ فصول كتابه بعقل فعال لا منفعل.. وأن تفكر فى الوقائع ثابتة الحدوث لا فى النجم بعقل مهووس.

بالمناسبة.. اسمح لى أن أفاجئك: هذا ليس كتابا عن عادل إمام.. ولكنه عن «ظروف لولاها لصار عادل إمام كومبارس».

 عن جلسات ونقاشات ساخنة دارت بين قامات الفكر والفن والسياسة لم نعرف عنها غير القليل ولم ينشر منها سوى النزر اليسير.

عن مصر بين المنصورية والعمرانية. وعن أهواء النجومية وهواها. خلال الحلقات ربما ستعرف الكثير عن قواعد الصعود فى زمن ما.

عن روزا التى حكت كل شىء.. ولا تزال الحكاية- حتى اليوم- ابنة لألسنة أبنائها وأقلامهم.

كان أحد ضباط مكتب الوزير زكى بدر يهوى التفتيش فى الملفات التاريخية فى أرشيف وزارة الداخلية ويروى ما فيه من حكايات مثيرة لتسلية الوزير وهو يقضى ساعات طوالًا من الليل فى مكتبه.

توقف الوزير عند محضر عثر عليه الضابط مؤرخا فى 8 مارس 1948 ويسجل بلاغا تقدم به اللواء «إسماعيل صفوت» باشا قائد القوات العربية التى أعدت للحرب فى فلسطين.

 هو عراقى الجنسية. ولد فى الموصل عام 1895. سافر إلى إسطنبول للدراسة العسكرية لكنه لم يكملها بسبب الحرب العالمية الأولى. اختير قائد للقوات العربية بسبب انتمائه إلى عائلة أرستقراطية. وجاء إلى القاهرة لوضع خطط الحرب ضد اليهود.

فى صباح ذلك اليوم خرج من فندق «شبرد» حيث يقيم لممارسة رياضة السير على حد النيل قبل أن يذهب إلى اجتماع عسكرى فى الجامعة العربية مهم لكنه استمر فى السير حتى وصل إلى سور الأزبكية حيث وجد مجموعة من الرجال يلتفون حول لاعب «ثلاث ورقات» ودون تردد بدأ الرهان عدة مرات يصعب إحصاؤها ولكنه انتهى بخسارة خمسمائة جنية والتأخر عن الاجتماع وعزله من القيادة.

قال «زكى بدر» وهو يسحب أنفاسا من «الشيشة»:

ــ جابوا لى المحضر وقرأته ووجدتنى أسب وألعن الرجل وعائلته وزملاءه الذين ضيعوا فلسطين فى شربة ماء.

سحب أنفاسا أخرى ثم أضاف:

ــ إنها قلة الكفاءة التى جاءت لنا بكل المصائب.

وخرج عن الموضوع كما تعود ولكنى أعدته إليه قائلا:

ــ لكن يا سيادة الوزير ما علاقة «عادل إمام» بهذه القصة؟

ــ كان علينا أن نختار اسمًا حركيًا لعملية تأمين «عادل إمام» فأعجبنى اسم «الثلاث ورقات».

سألته:

ــ هل اخترت الاسم لمجرد أنه أعجبك؟

أجاب:

ــ مش كفاية أنه عجبنى لكى اعتمده؟

وضعت الداخلية خطة تأمين سفر «عادل إمام» من بيته فى المهندسين حتى عودته إليه.

 استنفر الوزير كل القوات من أمن الدولة إلى الأمن المركزى ومن محطة القطارات فى القاهرة إلى محطة القطارات فى أسيوط وما بينهما من محطات يتوقف فيها القطار. 

كان على الخطة تأمين مسافة طولها 375 كيلومترا إلى جانب مسرح العرض فى قصر الثقافة الجماهيرية الذى كان فى منطقة حقول مكشوفة قبل أن يمتد إليها العمار.

فى الوقت نفسه بدأ «عادل إمام» مجهودا مضنيا ليقنع أفراد الفرقة ونجومها مثل «مشيرة إسماعيل» و«رجاء الجداوى» و«عمر الحريرى» و«سوسن بدر» بأهمية الرحلة دعما للنور فى موجهة الظلام.

فيما بعد سمعت من «رجاء الجداوى» أن ابنتها «أميرة» أغلقت الباب وأخفت المفتاح يوم السفر وكاد القطار يفوتها لولا تدخل زوجها «حسن مختار».

وحاولت «ميريت» ابنة «عمر الحريرى» أن تسافر معه لتطمئن عليه كل لحظة لكنه نام خارج البيت ليلة السفر هربا منها.

ووضعت «إيمان» زوجة «مصطفى متولى» وشقيقة «عادل إمام» كل الآيات المنجيات فى ثيابه التى سيرتديها على المسرح.

فى الوقت نفسه أعلنت حالة الطوارئ فى الصحف لتغطية الحدث.

فى «صباح الخير» مثلا كلف رئيس تحريرها «لويس جريس» الفنان الصحفى «هبة عنايت» بقيادة مجموعة من الصحفيين والرسميين لرصد كل كبيرة وصغيرة تحدث فى أسيوط لنشر عدد خاص عن «المغامرة المخاطرة» على حد تعبيره.

طوال ساعات السفر التى تصل إلى خمس ساعات لم يكف «عادل إمام» عن الحديث إلى الصحفيين إلا عند وقوف القطار فى محطة من المحطات فى طريقه حيث كان يقف لتحية حشود من البشر تقف تنتظره وهو ما أشعره بنشوة غير مسبوقة لم يكن ليتوقعها وهو ما خفف التوتر المكتوم الذى كان يخفيه بتبادل «القفشات» مع من حوله.  

لكن النشوة التى فاقت كل مشاعره عندما وجد جماهير غفيرة تنتظره على محطة أسيوط ويمكن القول إن المحطة تحولت إلى كتلة بشرية.

أحاط الأمن بعربة القطار وراح يخرج من فيها واحدا بعد الآخر وفرض على «عادل إمام» أن يكون آخر من يغادرها.

فوجئ «عادل إمام» بجماهير تحتل كل شبر فى المحطة وما أن خرج إليها حتى أصبحت طوفانا يقترب منه مهددا «كوردون الأمن».

لم يصدق نفسه ولمعت الدموع فى عينيه وراح يرد التحية متجاوزا نصائح كبار الضباط بالدخول إلى عربة القطار من جديد.

بل بدا مستعدا للصعود فوق ظهر العربة.

مشهد لم يصدقه «عادل إمام» ولم يفوته ولم ينسه ولكن كان سيحظى بالمشهد نفسه كل نجم يترك القاهرة ويأتى إلى الصعيد البعيد عن العين والمحروم من الاهتمام. الناس فى الصعيد لم تصدق أن نجما افتكرها وجاء إليها. 

لكن ما ضاعف من حيوية المشهد جرأة «عادل إمام» فى أسيوط التى كانت منطقة رعب يمكن وضع علامة الموت إلى جانب اسمها بسبب التنظيمات الإسلامية المسلحة التى كانت لا تزال مرعبة ومسيطرة ومجرمة وقاتلة.

مشهد منحه شعبيته هائلة بجدارة.

وبذكاء لم يفوت الفرصة وضرب بتعليمات الأمن عرض الحائط.

لم يستجب لتوسلات كبار الضباط:

«أركب يا عادل احنا حانروح كلنا فى داهية». 

 واستغاث الأمن بالوزير:

ــ عادل إمام مندمج مع الجماهير يا معالى الوزير.

ــ يا أما ينفذ التعليمات يا أما تخطفوه من المحطة وترجعوه فى طائرة خاصة إلى القاهرة.

ــ والمسرحية يا فندم؟

ــ المهم ألا يحدث عمل طائش يودينا كلنا فى مصيبة. 

استجاب «عادل إمام» لتهديد الوزير واتجه إلى مكان لم يعرف به أحد ولم يظهر إلا عند بدء عرض المسرحية التى جلس مئات من البسطاء على الأرض لمشاهدتها.

فى اليوم التالى عرضت المسرحية أيضا ولكن بعد إسدال الستار اختفى «عادل إمام» وعاد سرا إلى القاهرة.

فى اليوم التالى نشرت أكثر من صحيفة إنه نجا من محاولة اغتيال لكن فيما بعد سمعت من الوزير أن الخبر كان تسريبا متعمدا للإيحاء بقوة الداخلية.

قال «عادل إمام»:

«قررت الذهاب دفاعا عن فنى ونفسى وأسرتى ووطنى وصورتى أمام أولادى». أضاف:

«أردت أن أثبت لهم أن الطعام الذى يأكلونه والتعليم الذى يتلقونه ليس من مال حرام». «أكسب قوتى من عرق جبينى فى مهنة من أشرف المهن».

فى ذلك اليوم وضعت سيارة شرطة لحراسته.

إن الحراسات التى وضعت لحماية الشخصيات المهددة بدأت بأمين شرطة على باب بيته ثم صعدت درجة حتى وصلت إلى أمين شرطة يرافقه ولكن لم تخصص سيارة أمنية إلا للوزراء و«عادل إمام».

وروى «عادل إمام» أنه عرف بما حدث فى قرية «كودية الإسلام» من عمود «أحمد بهاء الدين» فى الأهرام الذى كتبه فيه: 

«أطالب بحماية هؤلاء الفنانين ولو اقتضى الأمر نزول الجيش بالدبات لحراستهم».

وقرر على الفور السفر إلى أسيوط. 

فيما بعد أعلن «عادل إمام» إنه مستعد للسفر إلى الجزائر لدعم التيارات المدنية فى مواجهة الجماعات الإرهابية.

كان ذلك بالتحديد فى صيف عام 1998. 

صرح بأنه مستعد لعرض مسرحية «الزعيم» هناك تعبيرا عن تضامنه مع الشعب الجزائرى وانته للإرهاب.

نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن حديثه إلى الإذاعة البريطانية:

«إن الفن يمكن أن يكون سلاحا ضد الإرهاب وضد الفكر الهدام».

أضاف:

«تأثرت كثيرا لما يجرى فى الجزائر كما أننى لا أتصور أن هناك عقيدة ما أو دعوة ما تفرض على صاحبها أن يقدم على القتل». 

واستطرد:

«إننى أقف بقوة فى صف المدنيين ضد هذه الظاهرة وضد من يحارب من أجلها».

لكنه سرعان ما نسى فكرة عرض مسرحيته فى الجزائر رغم ترحيب قيادات الدولة هناك بها.

قطعا هناك من نصحه بالتراجع عما صرح به لشدة العنف الدينى فى الجزائر إلى حد ارتكاب مجازر جماعية فى القرى كما أن حمايته من الاغتيال هناك مستحيلة.

لم تكن المخاطرة هذه المرة مضمونة.

بل ربما دفع حياته ثمنا لها.

ومنذ أعلن مبادرته وحتى اعتزال التمثيل وهو يرفض أن يسأله أحد عنها.

لقد تعود «عادل إمام» أن يستفيد من تصريحاته وأحاديثه وحواراته أكثر من غيره.

كسب من الكلمات التى نطقها أكثر من السيناريوهات غالبا.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق