افتتح الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، حيث ألقى خطابًا حمل رسائل حاسمة حول وحدة سوريا، احتكار السلاح بيد الدولة، وتعافي البلاد من آثار الصراعات السابقة.

وأكد الشرع في كلمته أن الشعب السوري والأمة الإسلامية ولدت حرة، مضيفًا: "نحن أمة خلقنا أحرارًا، تعلمنا في ديننا الشجاعة والصبر والكرم والأخلاق الحميدة واستعملناها في كل نزال، ولا نجيد البكاء على الأطلال أو اللطم والعويل، بل نحن أمة العمل والجد، وإذا قلنا فعلنا وإذا أئتمنا أدينا، وإذا وعدنا وفينا بعون الله".

احتكار السلاح بيد الدولة.. واجب وليس رفاهية
شدد الرئيس السوري على أن وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليست رفاهية بل واجب وفرض، محذرًا من محاولات تقويض هذا المبدأ، وقال: "سوريا لا تقبل القسمة، فهي كلّ متكامل وقوتها في وحدتها."

وأشار إلى أن سوريا تحملت أوجاعًا وآلامًا كبيرة، وتعرضت لاستنزاف اقتصادي واجتماعي وسياسي، قبل أن تأتي الثورة السورية بما وصفه بـ"النصر المبين والفتح العظيم"، مضيفًا أن البلاد عادت إلى أهلها بعد أن سُرقت نتيجة غفلة بعض أبنائها.

التحديات والتحولات.. ومسؤولية السوريين تجاه وطنهم
وتحدث الشرع عن المراحل التي مرت بها سوريا خلال القرن الأخير، قائلًا: "لقد مر التاريخ السوري بتحديات وتحولات كبرى، من الاستعمار إلى التيه السياسي، مرورًا بالوحدة، ثم حزب البعث، وصولًا إلى حكم الأسدين."

وأضاف أن الواجب اليوم يحتم على كل سوري أن يتحمل مسؤوليته في حماية البلاد، ورفض محاولات تحويل نكبات سوريا إلى فرص استثمارية من قبل أطراف داخلية وخارجية.

رسالة إلى السوريين: لا تخذلوا وطنكم
وختم الرئيس السوري خطابه بدعوة مباشرة إلى جميع أبناء سوريا، قائلًا: "تناديكم سوريا لتقفوا جميعًا متحدين متعاونين لمداواتها، وتضميد جراحها، ومواساتها. ثقتي بكم كبيرة أنكم لن تخذلوها بعد اليوم، وستسهرون لحمايتها وبنائها وازدهارها".