في بيان ختامي قوي، أكد مؤتمر الحوار الوطني السوري التزامه بمستقبل سوريا الموحدة والحرية، مع التأكيد على احترام سيادتها.
البيان الذي تم الإعلان عنه في اليوم الأخير للمؤتمر تناول مختلف جوانب الأزمة السورية الحالية وطريق الخلاص الممكن، من خلال تبني أسس وطنية تضمن تحقيق العدالة والازدهار لكل الشعب السوري.

تهنئة للشعب السوري على انتصاره في ثورته

رفع البيان في البداية أسمى آيات التهنئة لشعب سوريا على ما وصفه بالانتصار العظيم لثورة الشعب السوري. 

وشدد البيان الختامي على أن هذه الثورة تعتبر حجر الزاوية في السعي نحو بناء دولة حديثة وديمقراطية.

التقدير للقوى العسكرية الوطنية

كما أبدى المؤتمر بالغ التقدير للقوى العسكرية السورية التي سارعت لبناء مؤسسات الدولة. 
وقد كان لها دور محوري في مواجهة التحديات الأمنية وتنظيم عملية الإعمار وبناء المؤسسات الوطنية التي تضمن استقرار البلاد في المرحلة المقبلة.

وحدة سوريا والسيادة الوطنية

من أبرز النقاط التي ركز عليها البيان الختامي، التأكيد على الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها. 

وأعرب المؤتمر عن رفضه التام لأي محاولات للتجزئة أو التقسيم، مؤكداً أن سوريا ستظل دولة موحدة، حرة، ومستقلة.

إدانة للتوغل الإسرائيلي ودعوة للانسحاب

كما شمل البيان إدانة شديدة للتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، مع دعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية المحتلة، مؤكدين على حق الشعب السوري في الدفاع عن أراضيه.

الحفاظ على السلاح في يد الدولة

في خطوة هامة، أشار البيان إلى ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، واعتبار أي تشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة بمثابة جماعات خارجة عن القانون، مشددا على ضرورة استعادة الأمن في كافة الأراضي السورية.

الدستور الجديد والعدالة الانتقالية

فيما يتعلق بإصلاحات النظام السياسي، طالب المؤتمر بالإسراع في الإعلان عن دستور جديد للبلاد، وتشكيل مجلس تشريعي مؤقت. 
كما دعا إلى تأسيس لجنة دستورية مسؤولة عن صياغة دستور جديد يعكس تطلعات الشعب السوري ويضمن حقوق جميع مكوناته.

تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية

أعرب البيان عن التزامه بمبادئ العدالة الانتقالية، وبضرورة إصلاح النظام القضائي بما يضمن محاسبة جميع مرتكبي الجرائم. 
ولفت إلى أهمية تعزيز قيم التعايش السلمي بين كافة مكونات الشعب السوري، والعمل على تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية. 
كما شدد على أهمية إطلاق عجلة التنمية الاقتصادية، خاصة في مجالات الزراعة والصناعة.

الخطوات القادمة: هل ستتمكن سوريا من بناء مستقبلها؟

يتساءل العديد من المتابعين عن مدى قدرة هذه القرارات على ترجمة رؤى المؤتمر إلى واقع ملموس. 
في ظل التحديات العديدة التي تواجه سوريا، هل يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم الدعم الكافي لتحقيق هذه الرؤى؟ وهل ستتمكن المؤسسات السورية من إدارة عملية التحول السياسي والاقتصادي بنجاح؟ هذه الأسئلة تظل عالقة في أذهان العديد من السوريين الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل لبلادهم.