إعداد: أحمد صالح
بالتزامن مع التطور التكنولوجي، تطورت ونمت حيل وأشكال النصب والاحتيال الإلكتروني، باستهداف فئات بعينها، مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والمثقلين بالديون، هي الأكثر عرضة للاحتيال عبر الإنترنت، ويبدو أنه ما من أحد بمنأى من الوقوع فريسة للجرائم الإلكترونية. إلا أن أغرب تلك الجرائم هي الاحتيال العاطفي. ويقدر حجم الخسائر المالية الناجمة عن عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني، بـ 5 تريليونات دولار وفق دراسة لجامعة بورتسموث البريطانية، منها 1.5 مليار دولار كلفة «الاحتيال العاطفي»، الذي أصبح ظاهرة تتزايد بمرور الوقت وتأخذ أكثر من شكل.
الأربعاء، خسر صيني في شنغهاي 28 ألف دولار بعد أن وقع ضحية عملية احتيال عاطفي جرى إقناعه فيها بدخول «علاقة» مع حبيبة مفترضة، تبيّن أنها مطورة بواسطة الذكاء الاصطناعي، على ما ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية.
ومنذ شهر تقريباً دفعت فرنسية 830 ألف يورو لمحتالين ادعوا أنهم الممثل الأمريكي براد بيت من خلال إرسال صور شخصية مزيفة للممثل لها ووثائق هوية جرى تزويرها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتبديد شكوكها.
وادعى براد بيت المزيف حاجته إلى المال لدفع تكاليف عملية جراحية لاستئصال سرطان الكلى، ما مكّنه من ابتزاز مبالغ كبيرة من هذه المرأة، التي أصيبت بالاكتئاب وحاولت الانتحار ثلاث مرات.
ومنذ بث التقرير، أصبحت المرأة موضع سخرية من جانب مستخدمي الإنترنت الذين انتقدوا ما اعتبروه تصرفاً ساذجاً منها.
ويعتبر الخوف والإلحاح والمال، الطرق المشتركة الشائعة التي يستخدمها المحتالون.
وعندما يتصل بك المحتال عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، فإنه يستخدم لغة تجعل المتلقي يشعر بوجود مشكلة يتوجب عليك حلها.
مثلاً، تصل رسالة عبر البريد الإلكتروني بوجود خطأ في الإقرار الضريبي وإذا لم تصلحها فستكون في مشكلة.
كما يبرع المحتالون في إثبات هذا الشعور بالإلحاح، فغالباً ما يخبر المحتال الأشخاص بأنهم بحاجة إلى التحرك على الفور لحل تلك المشكلة أو ذاك.
وقد يقع الشخص فريسة لهذه الطريقة ويشارك معلومات خاصة وعلى درجة عالية من الخطورة مثل الرقم القومي «الهوية» مثلاً، أو أرقام الضمان الاجتماعي.
وعادة ما يستخدم المحتالون المال كطعم، فقد ينتحلون صفة خبراء الضرائب أو يتحدثون باسم مصلحة الضرائب مثلاً، ويقول إنك ستحصل على استرداد ضريبي أكبر مما تتوقعه، إذا دفعت لهم مقابل خدماتهم أو شاركت معلوماتك الشخصية. وينصح جيمس لي كبير مسؤولي التشغيل في مركز موارد سرقة الهوية، وهو منظمة أمريكية غير ربحية تُعنى بتقديم المساعدة ورفع الوعي بشأن الجرائم الإلكترونية على إغلاق الهاتف عند تلقي مثل هذه الرسائل، والاتصال بالشركة أو المؤسسة المعنية على رقمها الرسمي.
ورغم أنها قد تبدو غير ضارة، فالاختبارات على مواقع التواصل التي قد تسألك عن الأغنية أو الفيلم المفضل لك قد تكون خطيرة جداً. فقد يستخدم المحتالون تلك الاختبارات للحصول على معلومات شخصية، للرد على أسئلة الأمان الخاصة بحساباتك لاختراقها أو لسرقتها.
وتوصي لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية بالابتعاد عن الاختبارات عبر الإنترنت.
ويوصي الخبراء بعدم الرد على المكالمات التي ترد من متصل لا تعرفه، وأيضاً بعدم مشاركة كلمات السر الخاصة بحساباتك البنكية، فالبنوك لا تطلب ذلك. واستخدم الخيارات التي يتيحها هاتفك لحظر المحتالين والاتصالات والرسائل غير المرغوب فيها، وأيضاً استفد من خيارات الترشيح على البريد الإلكتروني، استخدم مدير كلمات المرور للتأكد من أنك تستخدم كلمة مرور معقدة لا يستطيع المحتالون تخمينها، التحقق بانتظام من تقرير الائتمان وكشوف الحسابات المصرفية، حيث يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كان شخص ما يستخدم حسابك المصرفي دون علمك، فعّل التحقق متعدد العوامل للتأكد من عدم تمكن المحتالين من الوصول إلى حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو البنوك. وفي حالة الشك، اطلب دائماً المساعدة.
الاحتيال بالحب
تستهدف عمليات الاحتيال باسم الحب والمواعدة الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو الوحدة.
وهذا النوع من المحتالين يتمتعون بقدر من طول البال نسبياً، فقد يستغرقون مدة زمنية طويلة قد تصل إلى سنة للإيقاع بالضحية.
كيت كلايناريت، أمريكية في السبعين من عمرها، خسرت عشرات الآلاف من الدولارات في عملية احتيال رومانسية استمرت عدة أشهر.
وكانت كلايناريت تعاني الوحدة، تحت وطأة الإغلاق مع انتشار وباء كورونا، عندما تلقت طلب صداقة على فيسبوك من شخص وسيم بدأ في التقرب منها.
وعلى مدار أشهر، حولت كلايناريت أموالاً لحبيبها الوهمي الذي تبين لاحقاً أنه يستخدم صوراً لجراح تجميل إسباني في الاحتيال.
ويستخدم الملايين من الناس حول العالم مواقع المواعدة وتطبيقاتها عبر الإنترنت. وهناك العديد من قصص النجاح لأشخاص عثروا على الحب والرفقة عبر الإنترنت. ولكن إضافة إلى قصص النجاح، هناك أيضاً عمليات خداع تعيب التعارف والمواعدة عبر الإنترنت، وهي آخذة في الازدياد.
وتحدث حيل الخداع بشأن المواعدة عبر الإنترنت، المعروفة أيضاً باسم الاحتيال العاطفي أو الرومانسي، عندما يعتقد شخص ما، أنه قد حقق تواصلاً أو وجد تطابقاً من خلال موقع أو تطبيق مواعدة عبر الإنترنت، لكن الشخص الذي يتحدث إليه هو، في الواقع، محتال يستخدم ملفاً شخصياً مزيفاً. يتلاعب المحتال أو يكسب ود الشخص الآخر لكسب ثقته بمرور الوقت، حتى يتمكن في النهاية، إما من طلب المال أو الحصول على معلومات شخصية كافية عنه لسرقة هويته.
وهذا النوع من الجرائم آخذ في الازدياد.
وتجاوزت الخسائر المتكبدة إثر عمليات الاحتيال في المواعدة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة 350 مليون دولار في 2023. أما في المملكة المتحدة، فبلغت هذه النوعية من الخسائر 75 مليون جنيه استرليني. خاصة في ظل جائحة كورونا التي منعت اللقاءات الشخصية وأدت إلى قضاء الناس فترات أطول على الإنترنت، توفرت ظروف استطاع مجرمو الاحتيال العاطفي استغلالها.
ومع أنه من الممكن أن يقع أي شخص على الإطلاق ضحية لعمليات الاحتيال العاطفي، فإن الأشخاص الأكبر سناً يتعرضون لخسائر مالية أكثر فداحة من غيرهم. يستهدف المحتالون الأشخاص الأكثر تقدماً في العمر لأن هناك احتمالاً أكبر لامتلاكهم أصولاً قيمة، مثل أموال التقاعد أو البيوت، يمكن للمحتالين سرقتها. يُعتقد أن قرابة ثلثي ضحايا الاحتيال العاطفي من السيدات، وأن متوسط أعمارهن 50 عاماً.
ويتصف الاحتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت بخسِّة خاصة، لأنه يتلاعب بمشاعر الأشخاص. تشرح هذه النظرة العامة عمليات الاحتيال الشائعة في المواعدة عبر الإنترنت، العلامات الدالة على أن شخصاً ما محتالٌ عاطفي، وكيفية الإبلاغ عن محتالي المواعدة عبر الإنترنت، وكيفية حماية نفسك منهم.
تبدأ معظم احتيالات المواعدة بطريقة بريئة تماماً. فقد ينشئ المحتال صفحات شخصية زائفة تبدو جذابة للآخرين إلى أقصى حد، ثم ينتظر تواصل الضحية معه لبدء المحادثة. أو من الممكن أن يبدأ هو التواصل مع الضحية، وقد يدعي أن هناك اهتمامات مشتركة أو حتى صلة معرفة بعيدة تجمع بينهما. وبمجرد أن يضمن الشخص المحتال أن الضحية التقطت الطُعم، تصبح الاحتمالات بلا حدود. لكن سنسرد هنا بعض أشهر أنواعها:
في عمليات الاحتيال الحميمية، يتواصل مع الضحايا أشخاص يفترض أنهم راغبون في الارتباط ويقطنون بالخارج، و«يصادقونهم» على مواقع متعددة للتواصل الاجتماعي. وبعد فترة من التواصل الرومانسي المكثف، يطلب المحتال التواصل مع الضحية عبر كاميرا الويب ليتمكنا من الدردشة سوياً. على أن كاميرا الشخص المحتال تكون - لسبب غامض - معطلة، لكنه يغدق بالثناء والمدح على الضحية، ومن خلال مزيج من الغزل والإصرار، يقنع «شريكته» بأفعال غير لائقة. بعد ذلك، يكشف المحتال عن هويته الحقيقة. ويدعي أنه قد سجَّل فيديو ويهدد بمشاركته مع الأصدقاء المشتركين على مواقع التواصل أو نشره على الإنترنت، ما لم ترسل له الضحية مبلغاً من المال. وبمجرد أن تخضع له الضحية، تبدأ الدوامة، فتزداد المطالب حتى ترفض الضحية أخيراً هذا الابتزاز.
مواقع التعارف
تعتبر مواقع المواعدة الاحتيالية نوعاً مختلفاً قليلاً عن مواقع الويب الاحتيالية العادية، وهي تقدم خدمات مواعدة تدعي أنها تقدم لقاءات مشروعة، ولكنها إما قليلة المشتركين أو مملوءة بالمحتالين. تتضمن إحدى عمليات الاحتيال الشائعة أن يطلب منك الموقع إنشاء صفحة شخصية ليجمع منها معلوماتك. وعليك أن تتوخى الحذر من استبيانات الاشتراك التي لا تكترث للكثير من تفاصيل المواعدة ولكن تمتلئ بالأسئلة المتعلقة بالشؤون المالية أو تطلب معلومات مثل اسم والدتك قبل الزواج أو مدرستك الأولى (أي إجابات عن أسئلة الأمان الشائعة).
في هذه الأمثلة، يشجعك المحتال على النقر فوق رابط جهة خارجية للتحقق من حسابك. بمجرد النقر فوق الرابط، ستُطلب منك بيانات شخصية مثل اسمك وعنوانك ورقم هاتفك وبريدك الإلكتروني ورقم الضمان الاجتماعي وتاريخ ميلادك وحتى تفاصيل حسابك المصرفي أو بطاقة الائتمان الخاصة بك.
أساليب الخداع
يستخدم محتالو المعاكسات صور أشخاص جذابين، لضمان اهتمام الضحية. غالباً ما تكون هذه صور لممثلين أو عارضين أو ربما حتى صورة مشترية من مكتبة صور. إذا كانت صورة الملف الشخصي تبدو جميلة جداً لدرجة يصعب تصديقها، فمن السهل التحقق مما إذا كانت الصورة حقيقية. سيظهر البحث العكسي عن الصور إذا ما تم استخدام صورة الصفحة الشخصية في أي مكان آخر على الإنترنت.
في حين أن بعض الأشخاص لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ويحاولون تقليل كمية المعلومات الشخصية المتعلقة بهم على الإنترنت، إلا أنه قد يكون من المريب ألا تتمكن من العثور على أي أثر لشخص ما على الإنترنت.
وغالباً ما لا يهتم المحتالون بكتابة نصوص تعريفية أو رسائل على صفحاتهم الشخصية، ولكن بدلاً من ذلك ينسخونها من مواقع الويب أو صفحات المواعدة الأخرى. وللتحقق من ذلك، يمكنك البحث عن النص المشبوه عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كان هناك أي تطابق بينه وبين نص مستخدم في مكان آخر. وإذا وجدت ذلك التطابق، فلا ترد على ذلك الشخص.
ويحاول المحتالون تكوين علاقات بعيدة المدى، لأن هذا يجعل لديهم عذراً لعدم مقابلة الطرف الآخر شخصياً. وهذا يمنحهم الوقت لتهيئة ضحاياهم وكسب ثقتهم. وستشمل القصص التي يروونها أسباباً يجعل من الصعب إجراء المقابلات وجهاً لوجه. أو قد يرتب المحتال للقاء الضحية، ثم يلغي الموعد في آخر لحظة.
وبالطبع، فإن العلامة الأكيدة على أن الطرف الآخر محتال مواعدة هي عندما يطلب منك المال.
كل الاستمالات والتلاعب - الذي قد يستغرق أسابيع أو شهوراً - عبارة عن تمهيد يسبق طلب المال. سيبرر المحتال طلبه للمال بأسباب متنوعة، وعليك حتماً رفض ذلك الطلب.
وهناك 5 علامات تحذيرية يجب على كل شخص الانتباه إليها، وهي:
1- وصول رسائل نصية غير مرغوب فيها: يمكن للمحتالين استخدام الروبوتات التي يمكنها الوصول إلى مئات الأشخاص في وقت واحد من خلال أرقام الهواتف المحمولة وعناوين البريد الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي.
2- مشاركة الاهتمامات: إذا أصبح شخص فجأة مهتماً للغاية بذات الأشياء التي تهتم بها أنت، ويريد إجراء المحادثة في منصة أخرى.
3- رفض اللقاء شخصياً: سيختلق المحتال أعذاراً لعدم رغبته في اللقاء في الحياة الواقعية.
4-محاولات العزلة: يمنعك المحتال من التحدث مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء حول علاقتك به وتحدثك معه.
5- تكتيكات الضغط: إذا كان الشخص بدأ التواصل معك حديثاً يحثك باستمرار على مواصلة العلاقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق