مرصد مينا

دعا قائد قوات “الدعم السريع” في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يوم أمس الجمعة، قواته إلى التماسك والقتال بقوة، رغم الخسائر التي تكبّدتها مؤخراً بعد استعادة الجيش السوداني عدة مواقع استراتيجية في العاصمة ومحيطها.

وفي خطاب نادر عبر التلفزيون، أقرّ حميدتي لأول مرة – وإن كان بشكل غير مباشر – بالانتكاسات التي تعرّضت لها قواته في الخرطوم، متوعداً بـ”طرد” الجيش من المدينة واستعادة المواقع التي فقدتها قواته.

ورفض حميدتي الاعتراف بتقدم الجيش، قائلاً: “لا تفكروا في أنهم دخلوا القيادة، أو سيطروا على معسكر سلاح الإشارة، أو استعادوا مصفاة الجيلي، أو حتى مدينة ود مدني”، مشدداً على أن الجيش لن يستفيد من هذه المواقع طويلاً، متعهداً بإخراجهم منها كما حدث سابقاً، وفق تعبيره.

يأتي خطاب “حميدتي” في وقت يواصل فيه الجيش السوداني عملياته العسكرية في الخرطوم بحري، حيث اندلعت معارك عنيفة في حي كافوري، أحد آخر معاقل قوات “الدعم السريع” في المنطقة.

وأشار “حميدتي” إلى وقوع أربع معارك هناك، مؤكداً أن قواته ستنتصر في النهاية، متوعداً حميدتي بتصعيد عسكري جديد.

وقال إن قواته بصدد “تحرير مواقع محددة” دون الكشف عن تفاصيل، مشدداً على أن القادة الميدانيين سيتولون تنفيذ ذلك.

كما وجه رسالة تحذيرية إلى قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قائلاً: “لم تخرج من الشَّرَك بعد”، متعهداً بمحاكمته مع قياداته العسكرية.

وفي كلمته، قدّم حميدتي اعتذاره لشعب جنوب السودان عمّا وصفه بالمجازر التي تعرّضوا لها في السابق، قائلاً إن “الشعب السوداني يشعر بآلامهم”.

كما هاجم الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، مدعياً أنه يقيم حالياً في الكلية الحربية بمنطقة وادي سيدنا شمال أم درمان، إلى جانب قياديين آخرين، متهماً إياهم بالتورط في إشعال الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

ورغم خسائر قواته، شدد حميدتي على ضرورة الحفاظ على الروح المعنوية العالية، مدعياً أن المعركة لم تُحسم بعد، وأن “الفلول” لن يتمتعوا بالمواقع التي سيطروا عليها، على حد قوله.