في مشهد مؤثر، وصل 183 أسيرًا فلسطينيًا محررًا إلى قطاع غزة، مساء السبت، بعد أن أفرجت عنهم إسرائيل في الجولة الرابعة من تبادل الأسرى، مقابل إفراج كتائب القسام عن 3 رهائن إسرائيليين.

وشهدت مدينة خان يونس جنوب القطاع استقبالًا شعبيًا واسعًا، حيث احتشد الآلاف من المواطنين لاستقبال حافلات الصليب الأحمر التي تقل الأسرى المحررين، وسط أجواء غلبت عليها مشاعر الفرح والتكبير والهتافات الوطنية.

استقبال حافل في خان يونس

مع دخول الحافلات إلى غزة، علت الهتافات المدوية، واحتشدت العائلات التي انتظرت بفارغ الصبر عودة أحبائها، في مشهد يعكس مدى أهمية هذا الحدث للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال والحصار.

وقاد موكب الأسرى المحررين سيارة تابعة للصليب الأحمر، حيث استقبلهم الأهالي بالأحضان والزغاريد، فيما كان مقاتلو كتائب القسام في مقدمة الحضور، يحيون العائدين بعد سنوات من الاعتقال.

كتائب القسام تسلّم الرهائن للصليب الأحمر

على الجانب الآخر، سلمت وحدة الظل في كتائب القسام الأسير كيث سيغال -الذي يحمل الجنسية الأميركية الإسرائيلية- إلى الصليب الأحمر الدولي في ميناء مدينة غزة، بعد وقت قصير من تسليمها الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في خان يونس.

وفي لفتة رمزية، قدّم مقاتلو القسام تذكارًا خاصًا لسيغال وزوجته، التي كانت قد أُفرج عنها قبل 13 شهرًا، كجزء من الاتفاقات السابقة.

إسرائيل عرقلت إطلاق الأسير المريض

بحسب مصادر من كتائب القسام، كان من المفترض إطلاق كيث سيغال -الذي يعاني من مشاكل صحية- في وقت سابق، إلا أن إسرائيل عرقلت ذلك، مما أدى إلى تأجيل الإفراج عنه حتى اليوم.

وقد جرت عملية التسليم في ميناء غزة وسط أجواء غير مسبوقة، حيث احتشد المئات من المقاتلين والمواطنين الفلسطينيين في الميناء، تأكيدًا على تماسك المقاومة والتفاف الشعب حولها.

صفقة التبادل.. خطوة نحو التهدئة أم جولة جديدة من التوتر؟

تأتي هذه الصفقة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل مرحلته الرابعة، حيث تسعى الأطراف المعنية -بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة- إلى تمديد الهدنة والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن وقف إطلاق النار الدائم.