يُعدّ برنارد لوني، المهندس الأيرلندي الذي تولّى منصب الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بتروليوم»، في فبراير/ شباط 2020، شخصية بارزة في عالم الطاقة. ومن خلال رؤيته الطموحة وخبرته العميقة، سعى إلى قيادة واحدة من أكبر شركات النفط العالمية، نحو مستقبل أكثر استدامة، مع التركيز على التحوّل إلى مصادر الطاقة النظيفة، ولكن رغم إنجازاته الكبيرة، انتهت مسيرته في الشركة بطريقة مفاجئة، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والإعلامية.
وُلد لوني، عام 1970، في منطقة ريفية بأيرلندا لعائلة متواضعة. نشأته في بيئة زراعية علّمته قيم العمل الجاد والتواضع، وهي صفات لازمته طوال مسيرته المهنية. حصل على شهادة في الهندسة من جامعة كوليدج دبلن، ثم أكمل دراسته بالحصول على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية ستانفورد للأعمال في الولايات المتحدة، مما أتاح له الجمع بين المهارات التقنية والإدارية.
بدأ لوني مسيرته المهنية في شركة «بي بي»، عام 1991، في هندسة الحفر، ومع مرور السنوات، تقلّد الكثير من المناصب القيادية، منها إدارة عمليات التنقيب والإنتاج في مناطق متعددة مثل بحر الشمال وآسيا. عُرف بكفاءته وابتكاراته، ما جعله أحد الأسماء البارزة داخل الشركة.
في عام 2020، أصبح الرئيس التنفيذي، متولياً قيادة الشركة في وقت عصيب، بسبب جائحة «كوفيد-19» وتقلبات سوق النفط، ورغم التحديات، ركّز لوني على إعادة هيكلة الشركة ووضعها في مسار جديد نحو مستقبل طاقي مستدام.
وعندما كان رئيساً تنفيذياً، أعلن لوني عن خطط جريئة لتحويل «بي بي» إلى شركة طاقة متعددة الأوجه، بدلاً من الاعتماد على النفط والغاز فقط. وأبرز ملامح استراتيجيته شملت:
1. تقليل الانبعاثات الكربونية: التزم بخفض انبعاثات الشركة إلى الصفر الصافي، بحلول عام 2050.
2. الاستثمار في الطاقة المتجددة: زادت الشركة استثماراتها في مشاريع مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
3. خفض إنتاج النفط والغاز: أعلن عن خطط لتقليل الإنتاج بنسبة 40%، بحلول عام 2030.
وهذه الخطوات جعلت الشركة في طليعة الشركات النفطية، التي تتبنى التحوّل إلى الطاقة النظيفة، لكنها في الوقت ذاته أثارت جدلاً داخلياً، بسبب تأثيرها في أرباح الشركة في المدى القريب.
في سبتمبر/ أيلول 2023، قدّم لوني استقالته بشكل مفاجئ، بسبب تحقيقات تتعلق بعدم الإفصاح عن علاقات شخصية مع زملاء في الشركة، وهذا الحدث أنهى مسيرته في الشركة وأثار تساؤلات حول تأثير القادة في ثقافة الشركات وقيمها. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصبح لوني رئيساً لمجلس إدارة شركة «بروميثيوس هايبرسكيل» الناشئة لمراكز البيانات الأمريكية.
رغم الطريقة المفاجئة، التي انتهت بها مسيرته في الشركة، يبقى إرث لوني مرتبطًا برؤيته الطموحة لتحوّل قطاع الطاقة. خططه الجريئة للتوجه نحو الطاقة النظيفة، قد تكون مصدر إلهام للشركات الأخرى، التي تواجه تحديات مماثلة في مواجهة التغير المناخي.
ويمثل لوني قصة قائد شجاع، قرر تغيير مسار شركة عريقة نحو مستقبل أفضل، لكنه في النهاية وقع في أخطاء شخصية، ألقت بظلالها على مسيرته المهنية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق