في خطوة مثيرة، استخدمت حركة  حماس  عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين يوم السبت لإرسال رسائل مشفرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

العملية، التي جرت في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، شهدت تسليم ثلاثة محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في منطقة خان يونس، جنوبي قطاع غزة. 

ولكن ما لفت الأنظار هو الرسالة الرمزية التي رافقت عملية التسليم، والتي حملت دلالات متعددة حول الوقت والمفاوضات المستقبلية.

رسالة "الوقت ينفد" 

أثناء تسليم الرهينة الإسرائيلي يائير هورن، قدمت حماس له هدية تمثلت في ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر لا يزال محتجزاً في غزة، يظهر فيها مع والدته. 

كتبت على الصورة والساعة الرملية عبارة "الوقت ينفد" باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، وهي رسالة تحمل في طياتها تحذيراً بشأن ضيق الوقت الذي يلاحق المفاوضات. 

هذا التعبير سبق أن استخدمته حماس في وقت سابق في إشارة إلى الخطر الذي يهدد حياة الرهائن بسبب الوضع العسكري المتأزم في غزة.

حماس تضع الضغط على إسرائيل

حركة حماس لم تكتفِ بذلك، بل أكدت عبر الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع أن تسليم الرهائن جزء من التزامها بالاتفاق، ولكنها لن تسمح بإفشال اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأوضح القانوع أن إسرائيل لا تملك خياراً آخر سوى الوفاء بكامل بنود الاتفاق من أجل الإفراج عن باقي المحتجزين. ووجه القانوع اتهامات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالمماطلة في تنفيذ استحقاقات الاتفاق، محذراً من أن هذا التهرب يهدد مستقبل حكومته وقد يقود إلى فشل الاتفاق بشكل كامل.

تبادل الأسرى في سياق أوسع 

فيما يتعلق بتبادل الأسرى، أفاد المتحدث باسم حركة حماس أن من المتوقع أن تُفرج إسرائيل عن 369 أسيراً فلسطينياً في إطار تنفيذ الاتفاق، بينهم 36 شخصاً محكومين بالمؤبد. 

هذا التبادل يعد جزءاً مهماً من التفاهمات التي تم التوصل إليها برعاية دولية، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

الآمال والتحديات أمام الاتفاق 

بينما تسعى الأطراف المعنية إلى الالتزام ببنود الاتفاق، يظل التوتر قائماً في المنطقة، ويثير الشكوك بشأن قدرة الأطراف على تنفيذ كافة البنود. 

في هذا السياق، يُنظر إلى الجهود الدولية التي تقودها مصر وقطر والأمم المتحدة باعتبارها عوامل حاسمة في ضمان استمرار وقف إطلاق النار واستكمال عمليات تبادل الأسرى.

رسالة "الوقت ينفد" التي بعثت بها حماس إلى نتنياهو تشير بوضوح إلى الضغوط الكبيرة التي تواجه إسرائيل في إطار عملية المفاوضات المستمرة بشأن غزة. 

وعلى الرغم من تطورات عملية تسليم الرهائن، تبقى الأسئلة حول مصير باقي الرهائن الفلسطينيين وعملية السلام بشكل عام مفتوحة، مع تحديات عديدة على الطريق لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة