«لا دولتشي فيلا».. حلاوة الحياة - ميديا سبورت

0 تعليق ارسل طباعة حذف

مارلين سلوم

على نفس إيقاع «لا دولتشي فيتا»، العبارة الإيطالية المشهورة، والتي يردّدها الجميع ومعناها بالعربية «الحياة حلوة»، اتخذ صناع هذا الفيلم عنوانه «لا دولتشي فيلا»، وهو فعلياً يميل في مضمونه إلى تقديم قصة وردية هادئة أشبه بقصص الخيال الرومانسية والتي تمنحك إحساساً دائماً بأن الحياة حلوة، والمشاكل يمكن حلها مهما تعقدت، بل يرافقك شعور ويقين طوال الوقت بأن الحلول ممكنة، وأن كل شيء سينتهي على أفضل ما يكون.
طبعاً يتزامن صدور الفيلم على «نتفليكس» مع عيد الحب وشهر فبراير/ شباط عموماً الذي يربطه صناع السينما غالباً بهذه المناسبة، فيطلقون فيه باقة من الأفلام الرومانسية، وهو فرصة لمن يرغب في أخذ استراحة لنحو ساعة و39 دقيقة من توتر الأخبار السياسية وضغوط العمل واللهاث اليومي.
في مايو/أيار الماضي، عرضت نفس المنصة فيلم «أم العروسة»، أو «ماذر أوف ذا برايد»، للمخرج مارك ووترز، وكان الفيلم فاشلاً ولا يستحق التوقف عنده أو الحديث عنه، لكن من حسن الحظ أن فيلم ووترز الجديد «لا دولتشي فيتا» لا يشبه سابقه، رغم أنه ليس من الأفلام الممتازة التي ننصح بعدم تفويت فرصة مشاهدتها، إلا أنه جيد الصنع، التصوير والمناظر الطبيعية أكثر من رائعة. ربما يكون تسرّع مارك ووترز في إطلاق عملين رومانسيين كوميديين خلال أشهر قليلة قد انعكس سلباً على جودة ما يقدمه، علماً أننا سبق أن شاهدنا له أعمالاً جيدة «مستر بوبرز بينجوين» و«جوست أوف جيرلفراندز باست»..
تكرار
الضعف في «لا دولتشي فيلا» ليس في الإخراج ولا في التمثيل، بل في النص الذي كتبه الثنائي إليزابيث هاكيت وهيلاري جالانوي، ورغم بحثهما عن نقطة جديدة ينطلقان منها لبناء القصة الرومانسية، إلا أنهما بقيا داخل الإطار التقليدي لهذه النوعية من الأفلام، والتي تتكاثر في السينما الأمريكية بشكل كبير. «كليشيهات» لا تتغير، البطل الرئيسي (أو البطلة) يسافر في مهمة محددة خارج أمريكا على أن تكون رحلة قصيرة وعليه العودة سريعاً من أجل إتمام صفقة أو إنهاء تعاقد وعمل، لكن الظروف تعرقل عودته ويكون طوال الوقت على تواصل مع شريكة له في العمل في أمريكا، ومع كل اتصال مباشر عبر «زووم» تذكره بضرورة العودة وإلا فسيخسر ولن يحقق حلمه الذي سعى من أجله طويلاً..
إريك (سكوت فولي) رجل أرمل، خسر زوجته قبل ثلاثة أعوام بعد إصابتها بالسرطان، تستدعيه ابنته الوحيدة أوليفيا ويناديها ليف (مايا ريفيكو) إلى إيطاليا من أجل استشارته في موضوع حيوي بالنسبة لها. ليف جاءت لتقضي إجازة في بلد منشأ والدتها، ثمّ قررت استثمار ميراثها في شراء منزل، وتحمّست عند علمها بالخطة الاقتصادية الجديدة التي وضعتها البلدات الصغيرة من أجل جذب الشباب إليها وتجديد الدماء، خصوصاً أن شباب البلدات يهجرونها بحثاً عن العمل والحياة الأفضل في روما وميلانو، وهو ما يؤكده المخرج في تصويره أغلبية سكان بلدة مونتيزارا من الكبار وكبار السن وقلة قليلة من الشباب. والخطة تقضي ببيع فيلا تراثية مهجورة كما هي وأياً كان وضعها، مقابل يورو واحد فقط، وخمسة آلاف دولار تأميناً، كي تضمن البلدة أن الشاري سيقوم بترميم المكان والعيش فيه.
الخطة مغرية لكن تاريخ إريك مع إيطاليا لا يشجعه على الموافقة، ويعتبرها «لعنة» ترافقه كلما جاء إلى هذا البلد، لكنه يرغب في إرضاء ابنته ومساندتها. تستقبله ليف عند محطة القطار في مونتيزارا وتخبره عن خطة البلدة، فيرتاب في الأمر ولا يقتنع بأن الثمن هو يورو واحد، ولا بد أن يكون هناك فخ أو أن أحدهم ينصب على ابنته إلى أن يلتقي مع عمدة البلدة فرانشيسكا (فيولانتي بلاسيدو)، والتي يرتاح للحديث معها ويشعر بمدى جديتها وصدقها. وبعد جولة على الفلل المهجورة والمعروضة للبيع، يجد إريك أنها كلها غير قابلة للسكن وتحتاج إلى مبالغ ضخمة لإعادة ترميمها، فتقترح العمدة أخذهما إلى فيلا مهجورة مات صاحبها قبل أشهر قليلة، لكنها غير مدرجة ضمن قائمة المساكن التي ستباع بيورو واحد. المكان جميل يبهر أوليفيا وتوافق فوراً على شرائه، خصوصاً أن إعادة ترميمه لن تتطلب الكثير من الأشغال والتكاليف.
يضع إريك خطة ويرسم روزنامة ضخمة يعدّ فيها الأيام التي سيقضيها في إيطاليا، والتي ليس من المفروض أبداً أن تتجاوز الشهر، ويضع مع فرانشيسكا خطة من أجل مساعدة ليف على تحويل الفيلا إلى مكان قابل للسكن، إلى أن يكتشف إريك أن المطبخ الكبير في هذه الفيلا لا بدّ أنه يُخفي سراً. ويتبين لاحقاً أنه مصيب في رأيه، وأن صاحب المكان أخفى جزءاً من المطبخ عمداً لسبب ما، وأنه كان مجهزاً لإعداد الطعام كما المطاعم والفنادق، لذلك يقترح أن تحوّل ابنته الفيلا إلى مدرسة للطهي لتستفيد من اتساع المطبخ من جهة وكنوعٍ من الاستثمار الجيد، وفي نفس الوقت تشارك بحل الأزمة الاقتصادية للمدينة، وتكون سبباً في إبقاء شبابها فيها، خصوصاً أنها ستكون مدرسة لتعليم أصول المطبخ الإيطالي التقليدي الأصلي.
الفيلم إيطالي الهوى والروح، ويجمع تشكيلة من الممثلين في البطولة الرئيسية: الأمريكي سكوت فولي والأرجنتينية الأصل مايا ريفيكو والإيطالية فيولانتي بلاسيدو، والشاب الطاهي ابن البلدة المشهور جيوفاني (جوزيبي فوتيا) المعجب بأوليفيا، بجانب مجموعة من الممثلين الإيطاليين والأمريكيين، وتتنوع اللهجات بين الأمريكية والإيطالية.
لفتة اجتماعية
لا عبقرية في التمثيل، إنما هو الاعتماد على العفوية والبساطة، بما يتناسب وبساطة القصة، التي لا تجذبك بعمق القضية التي تتناولها ولا بأزمة العلاقة بين الأب وابنته أو بين الرجل الأرمل والعمدة الأرملة، بينما تعتبر اللفتة الاجتماعية هي الأكثر جذباً والأكثر قوة في الفيلم، لفتة إلى البيوت القديمة المهجورة، وإلى هجرة الأجيال الجديدة للقرى والمدن البعيدة عن العاصمة، ولفتة إلى الأكلات الأصلية، والتي كانت تصنع في المنازل ومتعة تذوقها.. وكأنها دعوة للعودة إلى الأصالة والتمسك بالجذور. من هنا تستكمل مشاهدة الفيلم وتستمتع بمشاهده وإخراج مارك ووترز الذي يركز على تفاصيل كل ما هو قديم ويتجول بكاميرته في الأزقة، حتى يجعل البطل إريك يتنقل بعجلة قديمة مهترئة والتنقل سيراً في الشوارع، علماً أن المخرج اختار توسكانا لتصوير فيلمه، ربما متأثراً بالفيلم الرائع «تحت شمس توسكانا» (2003) تأليف وإخراج فرانسيس مايز.

لقطات سياحية

يعتبر «لا دولتشي فيلا» فيلماً سياحياً جاذباً، يشجع المشاهدين على السفر إلى إيطاليا، وزيارة بلداتها الجميلة والاستمتاع بالطبيعة الخضراء والبحر والشمس، كما يفتح شهية الجمهور إلى تذوق الأكل الإيطالي الأصلي مع إبرازه الفوارق الكبيرة بين عجينة المعكرونة المصنوعة في المنازل وتلك الاستهلاكية التي تباع في الأسواق، ومختلف الأطباق ومنها البيتزا «الحقيقية» كما يقولون وتلك التي يتم «تشويهها» خارج إيطاليا. ومن الممثلين اللافتين في هذا الفيلم، العجائز الثلاث الجالسات دائماً في ساحة البلدة، والثلاث لهن اسم واحد أنتونيا (نونزيا شيانو) و(لويزيا دي سانتيس) و(لوتشيا ريكالزون)، نميمة ظريفة للسيدات الرافضات لوجود «غرباء» أمريكيين في بلدتهن.

[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق