كشفت مصادر خاصة  أن حركة حماس أبدت استعدادها رسميًا لتسليم حكم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، في خطوة قد تمهد لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من 16 عامًا.

ووفقًا للمصادر، فإن حماس وجهت رسالة إلى منظمة التحرير الفلسطينية أعربت فيها عن موافقتها على نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية واللجنة الحكومية المكلفة بإدارته. لكنها اشترطت إعادة استيعاب موظفيها ضمن الهيكلة الإدارية الجديدة، أو إحالتهم إلى التقاعد مع ضمان صرف رواتبهم بانتظام.

هذه الشروط تعكس حرص حماس على ضمان عدم تهميش كوادرها السياسية والإدارية في أي ترتيبات مستقبلية، وهو ما قد يمثل تحديًا أمام السلطة الفلسطينية، خاصة في ظل التباينات بين الطرفين حول آليات الحكم والإدارة.

دور القاهرة في الضغط على حماس لإنجاز الاتفاق

أفادت المصادر أن الموقف الجديد لحماس لم يكن نتيجة تحرك داخلي فقط، بل جاء بعد ضغوط مصرية مكثفة على وفد الحركة الذي زار القاهرة مؤخرًا.

وبحسب المعلومات الواردة، فإن مصر مارست ضغوطًا دبلوماسية كبيرة على قيادة حماس، مطالبةً إياها بـإبداء مرونة في مسألة نقل السلطة كجزء من التفاهمات الإقليمية الأوسع المتعلقة بقطاع غزة، والتي تشمل إعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار الأمني، وضمان عدم عودة المواجهات المسلحة مع إسرائيل.

وتسعى القاهرة إلى إتمام هذا الاتفاق قبل انتهاء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والتي تشمل تبادل مزيد من الأسرى الإسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين.
 

مفاوضات وقف إطلاق النار تدخل مرحلة حاسمة

تتواصل المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن هذه المرحلة ستشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وأشار ويتكوف إلى أنه أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، حيث وصف هذه المحادثات بأنها "إيجابية وبنّاءة للغاية".

وكانت الدول الثلاث قطر ومصر والولايات المتحدة قد لعبت دورًا محوريًا في إنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي بدأت في 19 يناير ومن المقرر أن تكتمل بحلول الأول من مارس المقبل.

إسرائيل تتابع التطورات وتضع شروطها الخاصة

بعد وقت قصير من تصريحات ويتكوف، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي سيناقش المرحلة الثانية من الاتفاق يوم الإثنين.

ووجّه نتنياهو وفدًا من المفاوضين الإسرائيليين إلى القاهرة لإجراء محادثات حول تفاصيل الاتفاق الجديد، مشددًا على أن أي تسوية يجب أن تضمن تفكيك البنية العسكرية لحماس، وعدم عودة الحركة إلى إدارة القطاع بأي شكل من الأشكال.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، إن "حماس يجب ألا تظل القوة الحاكمة في قطاع غزة"، في إشارة إلى الضغوط الأميركية لدفع السلطة الفلسطينية إلى استلام إدارة القطاع بشكل كامل.

هل يقترب إنهاء الانقسام الفلسطيني؟

تشير التطورات الأخيرة إلى أن هناك تحولًا سياسيًا كبيرًا يجري حاليًا فيما يخص مستقبل غزة، لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد على عدة عوامل، من بينها قدرة السلطة الفلسطينية على استيعاب موظفي حماس، ومدى التزام إسرائيل بشروط الاتفاق، والدور الذي ستلعبه الوساطة المصرية والقطرية في تذليل العقبات أمام التنفيذ.