مع الشروق : السلام في أوكرانيا... أوروبا خارج اللّعبة - ميديا سبورت

0 تعليق ارسل طباعة حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : السلام في أوكرانيا... أوروبا خارج اللّعبة - ميديا سبورت, اليوم الاثنين 17 فبراير 2025 11:31 مساءً

مع الشروق : السلام في أوكرانيا... أوروبا خارج اللّعبة

نشر في الشروق يوم 17 - 02 - 2025

2344352
بعد قرابة 3 سنوات من حرب الاستنزاف الغربية في اوكرانيا، تجد اوروبا التي دفعت ثمنا باهظا نفسها خارج اللعبة، حيث خيّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاحتها من على الطاولة والجلوس وحيدا وجها لوجه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبالعودة الى جذور الصراع، فإن أمريكا نفسها التي ورّطت الأوروبيين في هذه الحرب من خلال الابتزاز والترهيب من الدب الروسي، في حين ان الغرض الحقيقي كان مصلحة أمريكا وحدها في الصراع مع روسيا واستنزافها.
الآن وبعد 3 سنوات من الحرب، تعود الادارة الامريكية نفسها وإن اختلف الرؤساء لتقول إن الحرب كانت خطأ ويجب احلال السلام فورا، و الأهم من ذلك دون إشراك الأوروبيين وأوكرانيا نفسها.
فما حدث في أوكرانيا هو أبرز دليل في العهد الحديث على لعب واشنطن بمصالح الجميع حتى أقرب حلفائها، من أجل المصلحة الخاصة، حيث يفاوض ترامب الآن من أجل معادن أوكرانيا الثمينة مقابل المساعدة في وقف الحرب وليس حتى استرجاع الأراضي التي أصبحت تحت السيطرة الروسية.
وتقف أوروبا الآن فاغرة الفاه و بيدين فارغتين، في صراع وضعت فيه موارد هائلة من أجل رغبة الادارة الأمريكية السابقة في استنزاف روسيا وتركيعها تحت مسمى الأمن القومي الأوروبي والغربي من طموحات بوتين.
والملخّص الآن ان أوكرانيا ذبحت هدرا من أجل المصالح الامريكية واستنزفت اوروبا كلّها للأمر ذاته، وفي المقابل قد يكون من الجائز القول إن روسيا أيضا استنزفت ولكنّها أيضا لم تركع ولم تنهر من الداخل ولا يزال اقتصادها يحافظ على توازنه بل ويحقّق نموّا.
ومع اعلان ترامب الجلوس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كانت الصدمة مدوّية في اوكرانيا وفي اوروبا في الآن ذاته، ففيما أعلن الرئيس الاوكراني عن انه مستعد لبحث التنازل عن أراض محتلة، يقول الأوروبيون إنهم على استعداد لإرسال جيوش ضخمة الى أوكرانيا.
يعرف الاوكرانيون كما الاوروبيون أنّه دون أمريكا لن يكونوا مؤثرين في أي صراع وخاصة في اوكرانيا، و أنّه بينما هم يفكّرون في مصير اوكرانيا، يشنّ عليهم الرئيس الأمريكي حربا تجارية "وقحة" وربّما تفكّك الحلف الأطلسي لاحقا.
وكانت الكلمة الشهيرة للأوروبيين وهم يدفعون بكل ثقلهم للمواجهة مع روسيا في اوكرانيا، أن الهدف الرئيسي هو ان لا يكون هناك نصر لبوتين في الحرب، لكن يبدو الواقع اليوم مختلفا تماما، فروسيا تقترب كثيرا من السيطرة على الاقاليم الاربعة التي ضمّتها ولم تستنزف قواتها ولا حتى اقتصادها رغم الخسائر الكبيرة.
"المتغطّي بالامريكان عريان"، قالها ذات يوم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ويبدو أن مقولته صالحة لكل مكان وزمان وتسري على أي طرف، وأمام مصلحة واشنطن يستوي وضع العدو مع الحليف والصديق.
أوروبا الآن أمام امتحان جيوسياسي واستراتيجي صعب، حيث بات عليها التفكير بمنطق المصلحة والوحدة الاوروبية الخالصة بعيدا عن التبعية المفرطة لأمريكا و الارتهان لأوامرها وسياساتها.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق