شهدت الولايات المتحدة الأمريكية موجة جديدة من الطقس القاسي الذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا في مختلف الولايات، مما يعكس حجم الدمار الذي تسببت فيه الفيضانات والعواصف الشتوية القاسية. 

وقد ضربت هذه العاصفة العديد من الولايات من شمال البلاد إلى الجنوب، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة من الظروف الجوية المتقلبة.

فيضانات قاسية في ولاية كنتاكي: 12 قتيلًا 

في ولاية كنتاكي، تعد الفيضانات هي العامل الرئيسي في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، حيث تسبب ارتفاع منسوب المياه في الخلجان في غمر الطرقات والسيارات، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا في تلك الولاية. 

ووفقًا للتقارير، فإن الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المناطق أدت إلى تسارع في تدفق المياه إلى الطرق، مما جعل عمليات الإنقاذ صعبة، في الوقت الذي حذر فيه حاكم الولاية، آندي بيشير، من ارتفاع العدد الإجمالي للقتلى في الأيام المقبلة. 

الصقيع القطبي يهدد بقية الولايات الأمريكية

إلى جانب الفيضانات، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن موجة الهواء القطبي الباردة، التي دخلت الولايات المتحدة مؤخرًا، قد تتسبب في صقيع غير مسبوق. 

حيث سجلت درجات حرارة وصلت إلى 60 درجة تحت الصفر في بعض المناطق، مما يعرض حياة الآلاف للخطر في الولايات المتحدة. 

وحذرت هيئة الأرصاد الوطنية من أن هذه العاصفة الشتوية ستؤثر على 11 ولاية أمريكية تمتد من الحدود الكندية إلى أوكلاهوما، وكذلك تكساس، وستجلب معها درجات حرارة منخفضة بشكل غير معتاد، مع رياح باردة قد تؤدي إلى ظروف شديدة القسوة في الأيام المقبلة. 

إصابات وحالات مفقودة بسبب الطقس العنيف 

في ولاية فرجينيا الغربية، سجلت حالة وفاة واحدة على الأقل، لكن الحاكم باتريك موريسي أكد أن هناك العديد من الأشخاص في عداد المفقودين بسبب الفيضانات. 

وفي ولاية جورجيا، لقي شخص واحد مصرعه نتيجة سقوط شجرة ضخمة على منزله في مدينة أتلانتا. 

هذه الحوادث تضاف إلى سلسلة من الخسائر البشرية التي فاقمت من معاناة المواطنين بسبب الطقس العاصف. 

مشاكل كهربائية وتعطل في الخدمات الأساسية 

كما تسببت العواصف في قطع التيار الكهربائي عن العديد من المنازل في الولايات المتحدة، حيث تم إعادة التيار إلى الآلاف منهم، إلا أن أكثر من 50 ألف منزل لا يزال يعاني من انقطاع الكهرباء في ولايات مثل فرجينيا الغربية وبنسلفانيا وميريلاند.

وشكل انقطاع الكهرباء تحديًا إضافيًا للسلطات المحلية التي تعمل على استعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن.

إجراءات الطوارئ والحلول المستقبلية

مع استمرار التقلبات الجوية الخطيرة، أصدرت السلطات المحلية حالة الطوارئ في بعض الولايات، وأكدت أن جهود الإنقاذ مستمرة. 

كما تم إرسال فرق طوارئ لإجلاء الناس من المناطق المتضررة. 

وفي هذه الأوقات الحرجة، يبقى السؤال الأبرز هو: هل ستتمكن الولايات المتحدة من تجاوز هذه الموجة العنيفة من الطقس القاسي؟ وهل ستكون التدابير الوقائية كافية لحماية السكان من المزيد من الخسائر وخصوصًا بعد حريق لوس أنجلوس؟

إن الطقس القاسي الذي يضرب الولايات المتحدة الآن يكشف عن مدى هشاشة البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الظواهر في المستقبل