الأمل - ميديا سبورت

0 تعليق ارسل طباعة حذف

د. مايا الهواري

الألف والميم والّلام، ثلاثة حروف يرتّبها الإنسان كيفما شاء، فإن بدأ بالألف وانتهى بالّلام كان الأمل الّذي يعيش وفقه، أمّا إن بدأ بالألف وانتهى بالميم كان الألم، ولا أحد يستطيع أن يُخرجه منه إلّا تبديل الحروف لتصبح أملاً. وفي هذا السّياق، وصلتني رسالة من إحداهنّ تخبرني بأنّها فاقدة الأمل، واليأس يسيطر على حياتها، دائمة الدّعاء دون حصولها على ما تتمنّى وكأنّ الحياة ترفض ما تتمنّاه أو أنّه باب مسدود أمامها حتّى وصلت لدرجة فقدت فيها الأمل بتحقيق كل ما تصبو إليه.
ووفق ظروفها المعيشيّة، أيقنت أنّه لا أمل، وهنا لا بدّ من معرفة أمرٍ مهمّ، وهو أنّه عندما يتيقّن الإنسان أنّه لا أمل بتحقيق موضوع ما يجب أن يتركه ولا يتمسّك به، لأنّ التّشبّث به في الوقت الحاليّ خطأ وغير مفيد لصاحبه، وما دامت الظّروف كلّها ضدّه فليدع هذا الأمر لكن دون نسيانه، فيبتعد عنه في الوقت الرّاهن لأنّه ليس من نصيبه ولم يكتبه الله له حاليّاً، وذلك لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، والتّركيز على أمر أو موضوع آخر مع الرّضا بكلّ ما يحدث حتّى يرضينا الله تعالى، وتكمل الحياة مسيرتها فلكلّ شيء أجل مكتوب، وعندما يحين وقته سيحدث بكلّ يسر وبساطة، وسيعود الأمل المفقود المتعلّق بهذا الأمر وسترضين بما تحقّق بعد جهاد النّفس الّذي خضتيه يا عزيزتي الّذي كان مرافقاً لليأس والبأس علماً أنّه لا يأس مع الله، فالحمد لله الّذي هو ربّنا وهو من يتولّى أمرنا فهو الرّحيم، الرّحمن، العظيم، الجبّار، المهيمن المسيطر، المنتقم، وغيرها من صفاته الحسنى، وما على المرء إلّا الدّعاء وقيام اللّيل لما فيه أجر عظيم وتحقيق للمستحيل.
نستنتج ممّا سبق أنّ حياتنا بيد الله وأمورنا مقدّرة، فلكلّ شيء قدر ووقت محدّد لحصوله، فلا يتأخر إلّا لحكمة أرادها الله لنا، ومتى جاء وقتها يقول للشّيء كن فيكون، وعلينا بالدّعاء وقيام اللّيل الّذي يعدّ بمنزلة دعوة خاصّة من الله تعالى لعبده ليحقّق له ما يريد، فينبثق الأمل من ثقب الألم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق