أرسلت إسرائيل دبابات قتالية إلى الضفة الغربية يوم الأحد، حيث وسعت قواتها عملياتها العسكرية المستمرة منذ أسابيع في مدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينية، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتصاعد التوترات الإقليمية.

عمليات عسكرية مكثفة في مختلف أنحاء الضفة الغربية

شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة مناطق رئيسية:

جنين: شهدت دخول دبابات قتالية وتعزيزات عسكرية، إلى جانب عمليات تجريف واسعة في قباطية واليامون والسيلة الحارثية.

طولكرم: استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الـ28، وسط تعزيزات عسكرية إضافية وتوغلات في مخيم نور شمس.

نابلس: اقتحمت القوات الإسرائيلية المناطق الغربية عبر حاجز دير شرف، حيث تعرضت المحال التجارية للتخريب.
 

رام الله: مداهمات طالت عدة بلدات، وتحطيم لمركبات السكان الفلسطينيين.

القدس: اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى تحت حماية مشددة، فيما تم نصب حاجز عسكري عند المدخل الغربي لبلدة العيساوية، مما تسبب في أزمة مرورية خانقة.

الخليل وبيت لحم وأريحا: اقتحامات ومواجهات عنيفة، شملت مخيمي العروب والفوار، مع إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز.

إسرائيل تعلن عن استعدادها "لبقاء طويل" في الضفة الغربية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل أمرت جيشها بالاستعداد لوجود طويل الأمد في الضفة الغربية، مضيفًا أن نحو 40 ألف فلسطيني تم إجلاؤهم من المخيمات، والتي وصفها بأنها "خالية الآن". كما أشار إلى أن استخدام الدبابات الثقيلة وناقلات الجنود المدرعة يعكس نية إسرائيل لتكثيف هجماتها على ما تسميه "البنية التحتية للإرهاب".

نتنياهو يأمر بعملية عسكرية مكثفة عقب تفجيرات تل أبيب

جاء التصعيد الإسرائيلي بعد تفجيرات استهدفت حافلات قرب تل أبيب الخميس الماضي، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، بزعم استهداف الجماعات المسلحة.

أدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، نشر الدبابات الإسرائيلية في الضفة الغربية، واصفًا ذلك بـ "التصعيد الخطير الذي لن يؤدي إلى استقرار أو تهدئة". كما أكدت السلطة الفلسطينية أن استمرار هذه العمليات سيزيد من تفاقم الأوضاع ويجعل الوصول إلى حل سياسي أكثر تعقيدًا.

هل تستعد إسرائيل لضم الضفة الغربية؟

مع تصاعد العمليات العسكرية، تتزايد المخاوف من خطط إسرائيلية لضم الضفة الغربية، خاصة مع تنامي دعوات المستوطنين والسياسيين المتشددين لهذا الخيار. ويرى المراقبون أن هذا التصعيد قد يكون جزءًا من تحركات أوسع لتغيير الوضع الديموغرافي والجغرافي في الضفة الغربية، بما يعزز سيطرة إسرائيل عليها.

دور الولايات المتحدة ومخاوف من "نكبة ثانية"

في حين لم يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا واضحًا من هذه التطورات، فإن تصريحاته الأخيرة حول إبعاد الفلسطينيين عن غزة و"امتلاك" القطاع أثارت قلقًا واسعًا بين الفلسطينيين، الذين يخشون تكرار سيناريو نكبة 1948.

في خطوة أخرى، أعلنت إسرائيل أنها أخطرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بوقف أنشطتها في المخيمات، مما يزيد من الأعباء الإنسانية على الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم بسبب العمليات العسكرية.