نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة سنان ودي أراندا مع العمارة الدمشقية ضمن معرض في دار فخري البارودي - ميديا سبورت, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 08:53 صباحاً
دمشق – سانا
رحلة المعماريين سنان العثماني والإسباني فرناندو دي أراندا مع الأوابد الدمشقية التي نفذاها وتركا من خلالها بصماتهما، كانت مضمون معرض الصور التوثيقية الذي افتتحه مركز البارودي في حي القنوات اليوم.
وعبرت 200 صورة ضمها المعرض عن الجهد الكبير لمجموعة من أساتذة الجامعات والطلاب المتطوعين للتعريف بتاريخ دمشق المعماري والتوثيق له للأجيال القادمة.
وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس مصطفى عبد الرزاق الذي حضر افتتاح المعرض، اعتبر أن هذه المبادرة تعكس حرص أساتذة مركز البارودي وطلابه والمجتمع المدني السوري عموماً على تراث عاصمة بلادهم المعماري، والذي تلاعب به النظام البائد مثل أحجار الشطرنج بقصد التخريب، فاعتمد نموذج المكعبات البيتونية، وهذا لا يليق بدمشق أقدم عاصمة، التي تمتلك قيمة كبيرة في التراث والأوابد.
ياسر الجابي مدير المركز أوضح أن الغاية من المعرض هي إحياء سيرة المعماريين سنان ودي أراندا، وتأثرهما بالثقافة الدمشقية بكل تفصيلات أعمالهما، وتأثر المعماريين السوريين بأعمالهما العثمانية والإسبانية، مشيراً إلى أن دراسة التكية السليمانية التي صممها سنان في القرن السادس عشر الميلادي في أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية تكشف إعجابه الكبير بالطابع الدمشقي، وفي نفس الوقت تأثر العمارة الدمشقية بنظيرتها العثمانية.
ورأى أن ما خلفه دي أراندا من مبان عريقة جعلته الشاهد الأكثر تأثيراً في عملية تطوير العمارة والعمران في دمشق، مؤكداً ضرورة الحفاظ على هذه المباني وعدم هدمها من أجل سلطان المال العقاري، وخصوصاً بعد تعرضها للإهمال خلال النظام السابق، وعدم احترام القانون الذي كان موجوداً وتشويه هويتنا البصرية، في حين تتسابق الدول الأخرى لتقليد النموذج الدمشقي المعماري.
أما المهندسة يارا توما الأستاذة في المركز تحدثت عن التمازج بين العمارة السورية والعثمانية والإسبانية، عبر أعمال سنان ودي أراندا، والتي كانت محصلة خبرات اجتمعت بطريقة أصبحت تراثاً للأجيال القادمة للتعلم منها، ودعت إلى استقطاب الطلاب من كل المحافظات بهدف الحفاظ على الآثار في كل مكان بسوريا، ونشر الوعي بين الناس تجاه صونها.
أما الطالبة غزل كامل المشاركة في المعرض فتوقفت عند وجود لمسات من التراث الدمشقي في أعمال سنان ودي أراندا، والتي تتجلى في استخدامهما للحجر البازلتي والزخارف العربية، مشددة على أن احترام هذين المعماريين لتراثنا أمثولة لنا، ونحن نقوم بترميم أو إصلاح البيوت والأوابد في دمشق القديمة.
من واجبنا كسوريين نقل ثقافتنا للعالم هذا ما عبر عنه المهندس أحمد خضرة الذي شارك بلوحاته في المعرض، مؤكداً ضرورة الحفاظ على صورة تراثنا ونقله للأجيال القادمة.
الطالبة سالي السوطري من زوار المعرض وجدت فيه تجربة جديدة لزيارة بيت فخري البارودي لأول مرة، معبرة عن شعورها بالارتياح لمعرفة تاريخنا، وهذا ما عبرت عنه المهندسة رانيا الفحل وهي خريجة سابقة من مركز البارودي، ومهتمة بمجال الآثار والتراث، معتبرة أن التعريف بالمعماريين لا يقل أهمية عن التعريف بالمباني، فنحن بحاجة إلى تعريف الناس بهؤلاء المبدعين الذين تركوا بصمتهم عبر قرون.
0 تعليق