نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأوروبيون في خطر.. هل تنقلب موازين التحالف الأطلسي في ظل تقلبات السياسة الأمريكية؟ - ميديا سبورت, اليوم الأربعاء 26 فبراير 2025 03:18 مساءً
في ظل التوترات المتصاعدة التي تهدد التحالف عبر الأطلسي، بدأ الزعماء الأوروبيون تحركات دبلوماسية عاجلة هذا الأسبوع في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الوحدة الغربية، وسط تهديدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قد تُحدث تغييرات جوهرية في سياسة واشنطن تجاه الأزمة الأوكرانية.
محاولات دبلوماسية أوروبية لإنقاذ التحالف عبر الأطلسي
في الرابع والعشرين من فبراير كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من بادر إلى زيارة واشنطن، متوجهًا إلى البيت الأبيض في محاولة لإعادة تنسيق المواقف مع الإدارة الأمريكية.
هذه الزيارة جاءت قبل ثلاثة أيام فقط من زيارة رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر إلى واشنطن.
وأمضى ماكرون ثلاث ساعات مع ترامب في البيت الأبيض، وبعد اللقاء أعلن عن "خطوات جوهرية" إلى الأمام في العلاقات بين الجانبين.
هل يمكن للرئيس ترامب أن يغير مسار الأزمة الأوكرانية؟
مواقف الرئيسين الأمريكي والفرنسي تجاه الوضع في أوكرانيا تتباين بشكل لافت.
ماكرون، إلى جانب العديد من القادة الأوروبيين، يعتبر الأمن الأوكراني في مواجهة التوسع الروسي أمرًا بالغ الأهمية، حيث قال في البيت الأبيض: "السلام لا ينبغي أن يعني استسلام أوكرانيا".
من جانب آخر، وصف الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "الدكتاتور"، وناقش بشكل غير رسمي احتمالية إجراء محادثات مباشرة مع الروس دون تدخل أوكراني أو أوروبي.
هل يصل الأوروبيون إلى توافق حول قوات حفظ السلام؟
بعد اللقاء بين ماكرون وترامب، بدا الرئيس الفرنسي متفائلًا بحذر، حيث أشار إلى أن المحادثات أسفرت عن اتفاق ضمني بشأن دعم أمريكي مستقبلي لأي نشر محتمل للقوات الأوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا.
وبينما كان الرئيس الأمريكي ترامب يرفض تقديم دعم مباشر للقوات الأوروبية في مواجهة الخطوط الأمامية، إلا أن ماكرون يرى في هذا التقدم "نقطة تحول".
هذا التطور يعكس محاولات مستمرة من قبل الأوروبيون لتشكيل تحالف عسكري يدعم أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
دور أمريكا في تعزيز مصداقية قوات حفظ السلام الأوروبية
ولكن التحدي الأكبر في هذه التحركات الأوروبية يكمن في الحاجة إلى دعم عسكري واستخباراتي أمريكي لجعل فكرة نشر قوات حفظ السلام الأوروبية ذات مصداقية.
هذا الدعم سيكون حيويًا لضمان أمن أوكرانيا والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
ترامب يبدو أنه مستعد للتعاون في هذا المجال بشرط أن يتم ربطه بصفقات تجارية مع أوكرانيا، مثل إبرام اتفاقيات بشأن المعادن المهمة.
الرهانات المستقبلية على الحلول الأوروبية لأزمة أوكرانيا
من خلال تلك المبادرات، يبرز دور الأوروبيون في التصدي للتحديات الأمنية في المنطقة، حيث ستكون قوات حفظ السلام الأوروبية جزءًا من الجهود الرامية إلى تقديم "الطمأنينة" لأوكرانيا وضمان "احترام السلام".
مع أن هذه القوات لن تُرسل إلى خط المواجهة مباشرة، إلا أن وجودها سيكون حيويًا لتوفير ضمانات لأوكرانيا في إطار حل مستقبلي للأزمة، كما يقول ماكرون.
هل تنقلب المواقف الأمريكية؟
على الرغم من اختلاف المواقف بين أوروبا والولايات المتحدة، فإن جهود الأوروبيون، بقيادة فرنسا وبريطانيا، تسعى إلى ضمان استقرار أوكرانيا ومواجهة التوسع الروسي.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستواصل الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب دعم هذه المبادرات الأوروبية، أم أن العلاقة الأطلسية ستظل على حافة الهاوية؟
ماكرون يواجه تحديات كبيرة في تعزيز الأمن الأوروبي وسط التوترات مع الولايات المتحدة وروسيا
في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي، ظهر ماكرون بتصريحات متزنة، شاكراً مضيفه وحرصاً على توجيه الإطراءات، رغم تصاعد التوترات في الساحة الدولية.
ورغم ذلك، كانت هناك مفاجأة كبيرة خلال نفس اليوم، عندما صوتت الولايات المتحدة ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو قرار كانت أميركا قد دعمت في السابق.
بينما يسعى الأوروبيون لتدارك انهيار النظام الأمني الذي أرساه اتفاق ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، يبدو أن القارة أخيرًا بدأت تعي خطورة الوضع.
وقد اتخذ ماكرون، الذي كان يفضل سابقًا الدبلوماسية الأحادية، خطوة نحو التنسيق الأكبر مع حلفائه الأوروبيين، حيث أجرى محادثات مع 30 من زعماء أوروبا وعمل عن كثب مع بريطانيا على خطط أمنية مشتركة.
زيارة ستارمر القادمة ستكون بمثابة الاختبار الحاسم لتحديد ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى نتائج ملموسة أو تبقى مجرد تصريحات.
0 تعليق