د. إيمان الهاشمي
من الواضح أن «الأغبياء» ليسوا أشجاراً، وإن كانوا ينبتون كالغابات الكثيفة حولنا، ومن الواقع أن «المنافقين» ليسوا أمطاراً، ولكنهم يتساقطون سيلاً من السماء علينا، ومن الطبيعي ألا يتمنى أحد «الخيانة» ولكنها تنمو وتكبر فوقنا بحجم أمانينا، لتبقى الحقيقة أن العقل الذي لا يرى شيئاً سوى المنطق أعمى كلياً، والقلب الذي لا يرى شيئاً من المنطق كفيف حتماً، وكذلك العقل الذي لا يرى شيئاً من المنطق ليس عقلاً أساساً، والقلب الذي لا يرى شيئاً سوى المنطق ليس قلباً أصلاً، فقلوبنا هي السجون التي نجد حُريتنا فيها، وعقولنا هي الحرية التي قد تسجننا فيها، ولذلك يجب الوصول إلى نقطة تتوسط بينهما، ليتحد فيها العقل والقلب معاً، شرط ألا نبني قصوراً في سماء القلب، ما قد يسبب لنا قصوراً في فضاء العقل!! ليبقى السؤال الفلسفي حائراً: (هل تتغير العلاقات القبيحة بعد التقاط الصور الجميلة؟) و(هل تتغير العلاقات الجميلة بعد التقاط الصور القبيحة؟)
سنة 1922 في ربوع الطبيعة بين أحضان فرنسا، حيث الجمال الخلّاب الذي لا يُمحى ولا يُنسى، أنجبت الحياة حياةً ثانية، تحيا بالموسيقى في كل ثانية، باسم عازف الفلوت الفرنسي (جان بيير رامبال)، فقد وُلِد عادياً مثل بقية الأطفال، ولكنه كبر متميزاً بين باقي الرجال، إلى أن مات حياً على مر الأجيال، حيث مهَّد الطريق للجيل القادم من العازفين، وعمد إلى تنمية معرفة العارفين، وتبديد سلبية مشاعر الخائفين، فكان أول مناصر للعزف الفردي، بهدف تحقيق حلمه الوردي، المعني بوضع آلات النفخ تحت ضوء الاهتمام، وجذب هتافات الجماهير الغفيرة بالكمال والتمام، من أجل أن يزرع الموسيقى لتقطف الروح ثمارها، خاصة بعد كوارث الحرب العالمية ودمارها، حيث لم يُعزَف آنذاك «الفلوت» منفرداً على الإطلاق، ولهذا ساعده (رامبال) على الظهور والانطلاق.
كان (ج. ب. رامبال) أستاذاً جامعياً عميق الفكر وواسع الثقافة، وكان رجلاً ضخماً عريض الكتفين وكثير الظرافة، ومع ذلك تحكَّم بسهولةٍ في أداةٍ تميَّزت بشدة الرقة والنحافة، ما أثار إعجاب الرأي العام بشكلٍ عام، إضافة إلى تأييد الإعلام وتشجيع الصحافة، بعدما أعاد عرض عدد كبير من مؤلفات الحقبة الباروكية، كما حفّز جميع الموسيقيين على تأليف المقطوعات الكلاسيكية، هكذا بنى للموسيقى العديد من «القصور» في القلب، وتوفي لنفس السبب وهو «القصور» في القلب!
الإسم: جان بيير رامبال
النشاط: موسيقي
الجنسية: فرنسي
التاريخ:
1922 – 2000 78 سنة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق