في واقعة غريبة أمام محكمة الأسرة، أقامت سيدة تُدعى "أسماء"، تبلغ من العمر 74 عامًا، دعوى نفقة ضد زوجها البالغ من العمر 80 عامًا، تتهمه فيها بالامتناع عن الإنفاق على أسرته، رغم امتلاكه أصولًا مالية ضخمة، من بينها عقارات واستثمارات في مجال المقاولات، فضلًا عن حصوله على معاش حكومي.

بداية القصة.. حياة صعبة وتحمل بلا مقابل

تروي أسماء لـ تحيا مصر تفاصيل معاناتها التي امتدت قرابة نصف قرن قائلة: "عشت معاه 48 سنة، اتحملت كل شيء، عنفه وضربه وصوته العالي اللي الجيران بقوا بيتكلموا عنه، استحملت علشان الأولاد، لكن بعد العمر ده كله اكتشفت إنني كنت بعيش وهم، لأنه مش شايف غير مصلحته". 

وأضافت أنها أنجبت من زوجها ثلاثة أبناء، ولدين وبنت، ومع ذلك، لم يكن زوجها حريصًا على توفير حياة كريمة لهم، بل كان دائم التقصير في حقوقهم المالية والمعنوية، رغم امتلاكه ثروة كبيرة من مشروعاته العقارية، ومعاشه الحكومي الذي يدر عليه دخلًا ثابتًا.  

رفض الإنفاق بحجة أن الأولاد "كبروا"

تؤكد الزوجة أن زوجها رفض تمامًا تقديم أي دعم مالي لهم، مبررًا ذلك بأنهم أصبحوا بالغين ومسؤولين عن أنفسهم، حيث قالت: *"دايمًا يقول العيال كبروا، خلاص هما اللي يصرفوا على نفسهم، رغم إنهم بيتعبوا طول اليوم في شغلهم ومحتاجين يرجعوا يلاقوا أكل في البيت".  

وتتابع بغضب: "هو عنده فلوس وبيكسب من المقاولات، وبيشتري أراضي ويبني عمارات، لكن لما ييجي على بيته وأولاده يبخل عليهم، وكأنهم مش عياله.. إزاي بعد العمر ده كله، وبعد ما أنا ضحيت بشبابي وصحتي علشانه، ييجي في الآخر ويقول مش هصرف عليكم؟".  

ابنتها رفضها عريس بسبب والدها

واحدة من أكثر اللحظات ألمًا في حياتها كانت حين تقدم شاب لخطبة ابنتها، لكن أسرته رفضت الزواج بعد أن علموا بسلوك والدها، حيث قالت: "بنتي نفسها تتجوز وتخرج من تحت حكمه، لكن لما العريس جيه وسأل على أبوها، كل اللي ردوا عليه قالوله ده راجل بتاع خناق، وبيزعق لكل الناس، وبيفتعل المشاكل، فالعريس رفض الجوازة، رغم إن بنتي كويسة وبتشتغل، لكن الناس حكموا عليها من تصرفات أبوها".

وتضيف الزوجة بحزن: "بنتي نفسها في بيت مستقل بعيد عن حكمه، وبتحلم إنها تعيش حياة أهدى بعيد عن المشاكل والخناق اللي طول عمره عاملينه جزء من حياتنا".  

قرار اللجوء إلى المحكمة بعد سنوات من الصبر

بعد صبر دام لعقود، لم تجد أسماء حلًا سوى اللجوء إلى المحكمة للمطالبة بحقوقها وحقوق أبنائها، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، لكنها لم تعد قادرة على تحمل قسوة الحياة بسبب تعنت زوجها.  

وتختم حديثها قائلة: "نفسي بس يفهم إن المال مش هينفعه في الآخر، لازم يصرف على عياله، ويراعيهم، مش معقول يفضل شايل الفلوس ومش بيصرف منها ولا جنيه، هو في النهاية هيموت ويسيب كل حاجة، ومحدش هيدعيله، فالأفضل إنه يسيب الحاجات دي لأولاده وهم في حياته عشان يتمتعوا بيها بدل ما تروح لحد تاني". 

الإجراءات القانونية

تم تحرير الدعوى في محكمة الأسرة، وينتظر أن يتم استدعاء الزوج للاستماع إلى أقواله في القضية، حيث قد يواجه قرارًا قضائيًا بإلزامه بدفع نفقة مناسبة لزوجته وأبنائه، خاصة في ظل إثبات امتلاكه مصادر دخل متعددة.