إلى أولئك الذين يقفون على ثغور الوطن، يسهرون بينما ننام، ويحمون بينما نحيا بأمان… إليكم أنتم، حماة الديار، درع الوطن، نشامى الحق، أكتب هذه الكلمات بمداد الفخر والاعتزاز، ليس فقط لأنكم رجال الشرف والتضحية، بل لأنني نشأت في بيت كان مثالًا حيًا لمعاني العسكرية والولاء، حيث كان والدي - رحمه الله - أحد جنود هذا الوطن، جنديًا أردنيًا بذل حياته في خدمة جيشه وأمته.

إرث البطولة والتضحية

كبرت وأنا أرى في والدي نموذجًا حقيقيًا لمعنى الالتزام والشجاعة. كان يرتدي بزته العسكرية ليس فقط كزيٍّ رسمي، بل كهوية، كعهدٍ قطعه على نفسه بأن يكون في خدمة الوطن مهما كلف الأمر. لم يكن حديثه عن الجيش مجرد كلمات، بل كان إيمانًا وقيمًا عشتها معه كل يوم.

رحل والدي، لكن بقيت روحه مزروعة في داخلي، تذكرني دائمًا بأن هناك رجالًا ما زالوا يحملون الراية، يمشون على نفس الدرب، يحملون نفس العهد. لهذا، كلما رأيت جنديًا يرتدي نفس البزة، أو سمعت عن إنجاز أمني يحفظ استقرار الأردن، شعرت أنني أرى والدي في وجوهكم، وأن إرثه لم يرحل، بل يعيش في كل جندي وضابط يسهر على هذا الوطن.

إلى نشامى الأردن… أنتم فخرنا

اليوم، وأنا أكتب هذه الرسالة، أود أن أقول لكل فرد في القوات المسلحة الأردنية، والمخابرات العامة، والأجهزة الأمنية: نحن فخورون بكم، ممتنون لجهودكم، ونقف خلفكم بكل قوة. أنتم السد المنيع الذي يحمي الأردن، أنتم الذين تزرعون الطمأنينة في قلوبنا، أنتم من يواصلون ما بدأه آباؤنا وأجدادنا في الدفاع عن هذا الوطن العزيز.

لكل جندي وضابط وصف ضابط، لكل رجل أمن يسهر في الليل ليكون الوطن بخير في الصباح، لكل فرد في المخابرات يعمل في الخفاء ليحفظ الاستقرار، أقول: أنتم رمز التضحية، أنتم من نرفع رؤوسنا بكم، أنتم فخرنا الذي لا ينضب.

رسالة وفاء وعهد

كما كان والدي جنديًا مخلصًا لوطنه، أتعهد أن أظل وفيًا لهذا الجيش ولهذا الوطن، أن أنقل هذه القيم للأجيال القادمة، أن أعلم أبنائي وبناتي أن هناك رجالًا في الميدان يقدمون حياتهم ليبقى الأردن شامخًا. وسأظل أردد بكل فخر:

"عاش الجيش العربي الأردني، وعاشت أجهزتنا الأمنية، وعاش الأردن آمنًا بفضل الله ثم بفضل سواعدكم.”

رحم الله والدي وكل من سبقوه في خدمة هذا الوطن، وحفظ الله كل من ما زالوا يقفون على الثغور، صامدين، مخلصين، فخورين بحمل راية الحق. أنتم رجال الأردن، أنتم نشامى الوطن، أنتم سياجه المنيع.