استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، رئيس جمهورية أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة.
ورحب سموه، خلال اللقاء الذي جرى بقصر الشاطئ في أبوظبي، بالرئيس الأوكراني والوفد المرافق في دولة الإمارات، معرباً عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في دفع مسار علاقات البلدين إلى الأمام على مختلف المستويات، متمنياً لبلده وشعبه الاستقرار والازدهار.
وبحث سموه والرئيس الأوكراني مختلف جوانب العلاقات، خصوصاً الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، بجانب الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، وغيرها من المجالات التي تخدم الأولويات التنموية للبلدين، مؤكداً سموه في هذا السياق أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً ببناء شراكات فاعلة مع دول العالم الصديقة في مختلف القطاعات بما يحقق التنمية المشتركة للجميع.
كما شدد سموه على نهج دولة الإمارات الداعم للحلول السلمية للأزمات لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، من منطلق إيمانها بأن التنمية لا تتحقق إلا في ظل الاستقرار، مؤكداً سموه حرص الإمارات على دعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، ومواصلة العمل على تخفيف التداعيات الإنسانية لها.
وشكر صاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتعاون الحكومة الأوكرانية في إنجاح جهود الوساطة الإماراتية بشأن تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية، مؤكداً أنه يجسد الثقة في جهود الإمارات في تخفيف آثار الأزمة، خصوصاً على المستوى الإنساني.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة على منصة «إكس»، أمس: «بحثت مع فخامة فولوديمير زيلينسكي رئيس جمهورية أوكرانيا، خلال لقائنا اليوم في أبوظبي، العمل المشترك لتعزيز علاقاتنا التنموية، وشهدنا التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي تمثل نقلة نوعية في مسار التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، لمصلحة التنمية المشتركة للبلدين».
وأضاف سموه: «نهج الإمارات التعاون وبناء جسور التفاهم لتحقيق السلام والتنمية للجميع، والعمل من أجل سعادة الإنسان وازدهاره».
من جانبه، أكد فولوديمير زيلينسكي حرصه على تنمية مجالات التعاون بين دولة الإمارات وأوكرانيا، في ظل الفرص العديدة المتوافرة في مختلف القطاعات، كما أعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو رئيس الدولة للجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى، والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
وأقام صاحب السمو رئيس الدولة مأدبة غداء تكريماً للرئيس الأوكراني والوفد المرافق.
حضر اللقاء كل من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، علي بن حماد الشامسي، ووزيرة التغير المناخي والبيئة، الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي، ووزير دولة لشؤون الدفاع، محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، ووزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ومستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، فيصل عبدالعزيز البناي، وعدد من كبار المسؤولين، والوفد المرافق للرئيس الأوكراني.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، أمس، توقيع «اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين دولة الإمارات وأوكرانيا، التي تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بهذه المناسبة، أهمية الاتفاقية في تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، ودفع التعاون الاقتصادي الثنائي إلى مستويات جديدة تلبي تطلعاتهما.
وقال سموه: «نتطلع إلى أن تشكل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة نقلة نوعية في مسار التعاون الاقتصادي والاستثماري لمصلحة التنمية المشتركة للبلدين»، مشيراً سموه إلى أن نهج الإمارات يقوم على بناء جسور التعاون لتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
من جانبه، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أهمية الاتفاقية في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي الإماراتي - الأوكراني لما فيه مصلحة البلدين وشعبيهما.
وقّع الاتفاقية، خلال المراسم التي جرت في قصر الشاطئ، وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزيرة الاقتصاد في جمهورية أوكرانيا، يوليا سفيريدينكو.
وبموجب اتفاقية الشراكة ستحظى 99% من واردات أوكرانيا من السلع الإماراتية، و97% من صادرات أوكرانيا إلى دولة الإمارات، بإعفاء فوري من الرسوم الجمركية.
ومن المتوقع أن تضيف الاتفاقية 369 مليون دولار إلى إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات، و874 مليون دولار إلى إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا بحلول عام 2031، كما تدعم تسريع الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا، وتوفير فرص جديدة للتعاون في مجالات مختلفة، مثل البنية التحتية والصناعات الثقيلة والطيران والفضاء وتكنولوجيا المعلومات.
وتحظى أوكرانيا بأهمية استراتيجية بالنسبة لدولة الإمارات، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، خلال عام 2024، 372.4 مليون دولار.
وتهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة إلى توسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة حول العالم، وتعزيز الفرص الاستثمارية والتعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات، وتمثل التجارة الدولية ركيزة أساسية ضمن جهود دولة الإمارات، الهادفة إلى رفع حجم التجارة غير النفطية إلى أربعة تريليونات درهم (1.1 تريليون دولار) بحلول عام 2031، ومنذ إطلاق أجندتها التجارية الخارجية أبرمت دولة الإمارات 24 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع دول ذات أهمية استراتيجية، إقليمياً وعالمياً، على خريطة التجارة الدولية، يعيش فيها نحو 2.5 مليار نسمة، أي ربع سكان العالم، ما يسهم في تعزيز النمو في قطاعات حيوية مثل الخدمات اللوجستية، والطاقة النظيفة والمتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، والنظم الغذائية المستدامة.
محمد بن زايد:
. حريصون على دعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية.
. إنجاح جهود الوساطة الإماراتية، بتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، يجسد الثقة في جهود الإمارات في تخفيف آثار الأزمة، خاصةً على المستوى الإنساني.
فولوديمير زيلينسكي:
. حريصون على تنمية التعاون بين الإمارات وأوكرانيا، في ظل الفرص المتوافرة في مختلف القطاعات.
. أشكر رئيس دولة الإمارات للجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى، والاهتمام الذي أبدته للجوانب الإنسانية للأزمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق